لم تمضِ ساعات على انتشار شريط فيديو يوثّق مشهد اعتداء عنيف في الشارع العام بمدينة مراكش، حتى تحركت مصالح الأمن بسرعة وجدية، واضعةً حدًا لهذه الواقعة التي خلّفت صدمة لدى المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.
الفيديو، الذي جرى تداوله بشكل واسع، أظهر شخصين وهما يعتديان جسديًا على شاب في إحدى زوايا المدينة الحمراء، في مشهد أثار تساؤلات حول خلفيات الحادث وسلوك المعتدين. وعلى ضوء هذه المعطيات المصورة، دخلت ولاية أمن مراكش على الخط وفتحت تحقيقًا فوريًا لكشف ملابسات الواقعة.
تحريات الشرطة القضائية، التي اشتغلت على مدار الساعات الماضية، أسفرت عن تحديد هوية المعتديين وتوقيفهما صباح اليوم الخميس. وتبيّن أن الأمر يتعلق بمواطنين فرنسيين من أصول مغربية، جرى وضعهما رهن تدبير الحراسة النظرية، في انتظار استكمال التحقيق القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وتعمل المصالح الأمنية حاليًا على تجميع كل الخيوط المرتبطة بالحادث، من أجل فهم السياق الكامل للاعتداء، وتحديد ما إذا كان هناك شركاء أو دوافع أخرى وراء الفعل الإجرامي، الذي صدم الرأي العام المحلي.
هذه الواقعة تبرز من جديد أهمية التفاعل السريع للسلطات مع المحتوى الرقمي الذي يوثق انتهاكات أو أعمال عنف، وتؤكد على الدور المتنامي للإعلام الرقمي كمصدر تنبيه وسُلطة ضغط، لا تقل أهمية عن البلاغات الرسمية.