في مشهد يعكس تعقيدات الواقع الميداني الذي يواجهه رجال الأمن، اضطر ضابط شرطة يعمل بمنطقة أمن الرحمة في مدينة الدار البيضاء، صباح اليوم الخميس 29 ماي، إلى استخدام سلاحه الوظيفي خلال تدخل أمني خطير، لإيقاف شخص كان في حالة هيجان غير طبيعية، وهدد سلامة المواطنين وعناصر الشرطة بتحريض كلب شرس على الهجوم.
الحادث وقع في أحد شوارع الحي، حين توصلت المصالح الأمنية بإشعار يفيد بقيام شخص بأعمال فوضى وعنف لفظي وجسدي وسط المارة، قبل أن يتبين عند وصول العناصر الأمنية إلى المكان أن المعني بالأمر كان يُشهر سلوكًا عدائيًا ويمتلك كلبًا من سلالة مصنفة ضمن الفصائل الشرسة، قام بتحريضه لمهاجمة الشرطة.
وفي لحظة توتر تصاعدي، وجدت عناصر الأمن نفسها أمام خطر داهم، ما دفع أحد الضباط إلى إطلاق رصاصات تحذيرية في الهواء. وبعد تفاقم الوضع، تم توجيه رصاصة نحو الكلب المهاجم لتحييد الخطر، مما مكّن من السيطرة على الموقف وتوقيف المشتبه فيه دون تسجيل إصابات بشرية.
وقد جرى إخضاع الموقوف لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في إطار التحقيقات الجارية للكشف عن كافة ملابسات الحادث، ودوافع السلوك العدواني الذي صدر عنه.
هذه الواقعة تسلط الضوء مجددًا على التحديات اليومية التي تواجهها الأجهزة الأمنية في ضمان سلامة المواطنين، خاصة حين تتداخل السلوكيات المنحرفة مع تهديدات حقيقية تستعمل فيها “أسلحة حية” من نوع خاص — كلاب هجومية تتحول في لحظة إلى أدوات ترهيب.