تعزز المخزون الوطني من اللقاحات ضد جائحة “كورونا”، لدعم الحملة الوطنية للتلقيح، حيث استقبل مطار محمد الخامس الدولي شحنة جديدة من لقاح “سينوفارم” الصيني تتشكل من مليون حقنة، عبر طائرة خاصة بخدمات الشحن من أسطول الخطوط الملكية المغربية، قادمة من العاصمة الصينية بكين، ونقلت الشحنة الجديدة من طرف الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك عبر 3 شاحنات، إلى مركز التبريد في الدار البيضاء، قبل توزيعها لاحقا على الجهات.
ودخلت مراحل الاستفادة من اللقاحات ضد مرض “كوفيد-19″ مراحل متقدمة في المغرب بتجاوز 7 مليون تلقيح ، بعدما وصلت الحملات الى فئات 45 سنة، حيث يرتقب ان تساهم الللقاحات الجديدة في الوصول على فئات اصغر سنا، والتوجه نحو تحقيق المناعة الجماعية، للخروج من تشديد حالة الطوارئ.
ويرتقب أن يصدر المجلس الحكومي، بلاغات جديدة تخفف من حالة الطوارئ بالمدن، استنادا على مقترحات اللجنة العلمية الداعية الى تمديد الاغلاق عند 11 ليلا عوض 8 ليلا، بعدما رفعت اللجنة العلمية الخاصة بتدبير جائحة كورونا، إلى السلطات الحكومية مقترحات وتوصيات مطمئنة بخصوص الحالة الوبائية بالمغرب، تؤشر إلى تخفيف التدابير الاحترازية التي اعتمدتها المملكة لمواجهة انتشار فيروس كورونا ، وقال سعيد المتوكل عضو اللجنة العلمية، إن المغرب يتواجد الآن في المنطقة الخضراء، ما يعني أن الحالة الوبائية لم تعد مقلقة كما في السابق، لذلك من الطبيعي تخفيف بعض الاجراءات الاحترازية، لان المغرب أضحى يسجل اصابات ووفيات قليلة ما يعني التحكم في الجائحة”.
من جهته اعتبر الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن وجود المغرب اليوم ضمن النطاق الأخضر في الخريطة العالمية لمخاطر وباء كوفيد-19، يعود بالأساس إلى الإجراءات الترابية القوية والاستباقية التي اتخذتها المملكة خلال الأشهر الأخيرة، حيث أكد حمضي، أن المملكة “متحكمة في الوضعية الوبائية، كما أن مؤشراتها الوبائية كلها خضراء”، مسجلا أنه بدون تلك الإجراءات الترابية “لم يكن من الممكن تحقيق هذا النجاح”، وأضاف، في تحليل للوضع الوبائي في المغرب والعالم، أن كثيرا من المواطنين يحترمون الإرشادات الصحية الفردية والجماعية للوقاية من الفيروس ويساهمون بذلك في الحد من انتشاره، لكن الكثيرين، أيضا، لا يبالون للأسف بهذه الإجراءات ويساهمون في انتشار الفيروس وتعقيد مهمة محاصرة الوباء، مبرزا أن قرار التخفيف من التدابير “هو قرار بيدنا جميعا: كلما التزمنا بالتدابير الاحترازية كلما لم تعد هناك حاجة للتدابير الترابية”.
وتابع الباحث، أنه “لحسن الحظ، اتخذت بلادنا إجراءات قوية واستباقية بفضل التدخل الملكي مبكرا، وهي الاستراتيجية التي اعتمدتها كذلك بلادنا في الأشهر الأخيرة وأتت أكلها وأظهرت دراسة علمية نجاعتها”، وأردف، أنه يمكننا اليوم الاعتماد على دراسة علمية نشرت مؤخرا بالمجلة العلمية المرموقة (The Lancet)، يوم 28 أبريل الماضي، وقد أجراها خبراء في الصحة والاقتصاد، وخلصت إلى كون استراتيجية الاستباقية والقوة في الإجراءات التقييدية وإطالة مدتها حتى كسر منحنى الوباء والمسماة استراتيجية صفر كوفيد (Stratégie Zéro COVID)، تفوقت بكثير على استراتيجية التعايش مع الفيروس وتخفيف الإجراءات ثم الإغلاق والمسماة استراتيجية التعايش أو (Stop and Go).
وأوضح حمضي، أن الباحثين أجروا الدراسة على مدى سنة من تدبير جائحة كوفيد بال37 دولة عضو بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، منها خمس دول (اليابان، كوريا الجنوبية، آيسلندا، استراليا ونيوزيلندا) تبنت استراتيجية كسر المنحنى، فيما تبنت ال32 دولة المتبقية بشكل من الأشكال استراتيجية التعايش مع الفيروس والفتح، إلى أن تصل الأرقام لعدم تحمل المنظومة الصحية والإغلاق من جديد، مسجلا أنه تمت مقارنة الاستراتيجيتين من خلال أثرهما على ثلاث مؤشرات أساسية: الوفيات، الاقتصاد، والحريات.