في تحول دبلوماسي وصفته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بـ”الاعتراف الفعلي”، أعلنت المملكة المتحدة، عبر تصريحات وزير خارجيتها ديفيد لامي بالرباط، عن موقف جديد تجاه ملف الصحراء المغربية، معتبرة مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007 “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” لتسوية النزاع.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التحول يمثل خروجًا عن الموقف البريطاني التقليدي الذي كان ينظر إلى الوضع في الصحراء الغربية باعتباره غير محدد. وأشارت إلى أن هذا الموقف الجديد لا يعكس فقط دعما سياسيا للمغرب، بل يحمل أيضا أبعادا اقتصادية استراتيجية، خاصة مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030 الذي ستنظمه المملكة إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وقالت فاينانشيال تايمز إن هذا الدعم البريطاني يُمهد الطريق أمام الشركات البريطانية للاستفادة من فرص اقتصادية واعدة في المغرب، وخصوصا في مشاريع البنية التحتية والرعاية الصحية والطاقة المتجددة. ولفتت إلى أن لندن أعلنت عن نيتها تعبئة 5 مليارات جنيه إسترليني لدعم مشاريع جديدة، بما في ذلك مشاريع في الأقاليم الجنوبية المغربية.
ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها ستثير بلا شك حفيظة الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو، مشيرة إلى أن بريطانيا انضمت بذلك إلى قائمة القوى الكبرى التي دعمت المبادرة المغربية للحكم الذاتي، في سياق موجة متزايدة من التأييد الدولي، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وفرنسا وإسبانيا.
وأكدت فاينانشيال تايمز أن هذا التوجه يعكس تبني بريطانيا لما سمته “الواقعية التقدمية”، التي تقوم على تعزيز المصالح الاقتصادية والدبلوماسية، معتبرة المغرب بوابة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا، وشريكا أساسيا في مختلف المجالات.
وفي بيان مشترك وقعه الوزيران المغربي والبريطاني، أعرب الطرفان عن دعمهما الكامل لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ستافان دي ميستورا، مؤكدين أن الوقت قد حان للتوصل إلى حل للنزاع الذي طال أمده، وبما يخدم استقرار شمال إفريقيا والدينامية الإقليمية والتعاون الاقتصادي.