حسناء زوان
انتظر المغاربة كثيرا، أن تمطر، تضرعوا للخالق قوال “ياربي تسقينا”. تقاسموا الأدعية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل بضع قطرات، تعيد الحياة في أرض “نشفت” وقلوب “ْقصاحت”.
اشنو وقع؟ حين أمطرت، والقلوب فرحت وحمدت وشكرت، فجعت، العيوب بانت، الدور سقطت، شوارع غرقت وطفلة ابتلعت واختطفت من بين يدي والدها بعدما سقطت في بالوعة صرف صحي.
أمطرت، وكشفت ككل مرة، كل شيء “ماخبات والو” حيث هشاشة البنية التحتية، الإهمال والتقصير.
والحديث هنا عن المدن الكبرى “الفترينية” التي صرفت على بنياتها التحتية الملايير، وبمجرد ما “طاحت الشتا”، تحولت شوارعها الرئيسية في “رمشة عين” إلى بحيرات كبيرة، أما المدن الصغيرة والمداشر والأرياف “عالم بيهم الله”.
“اشكون نلوموا؟ و” اشنو المعمول”؟ ليست المرة الأولى التي يتم توجيه الانتقادات إلى المجالس الجماعية والجهات المفوض لها تدبير مياه الصرف الصحي. ومع ذلك لا يزال الوضع كما هو، تتكرر مشاهد الشوارع والأحياء الغارقة بالسيول، وكذا المنازل والمحلات التجارية المتضررة من التسربات المائية. ”
اشنو داروا” المسؤولون الجماعيون، يحملون المسؤولية في كل مرة ظهروا لـ”الشتا” التي تساقطت بكميات كبيرة “بال خبارهم”! بنظر مسؤولينا، “الشتا” هي المسؤولة عن الأمطار العاصفية، الفيضانات والسيول وحتى عن وفاة طفلة بركان.
بنظر مسؤولينا ” الشتا” هي، السبب في كل شيء وليس تقصيرهم! ربما أصبح المسؤولون بهذه المملكة السعيدة يكرهون الأمطار! وأصبحت “الشتا”، عدوهم “اللي مايشريوا” صمته ولا يستطيعون ترهيبه! كيف لا؟ و”الشتا” تفضح تخاذلهم عن القيام بالمهام المنوطة بهم حتى إنها أصبحت “الشتا” فزاعة “كاتخلع” الكل ،حيث لا تعترف بوزير ولا تخاف من مسؤول أو من فلان ولا “علان”.
“الشتا” في المغرب منصفة، يتساوى عندها “الكبير والصغير شانو”، لذلك يكرهونها، لأنهم يعرفون أنه كلما زارت البالد ستفضحهم، وتفضح تلك الصفقات المشبوهة التي تصرف عليها المليارات، ويقدمونها لنا على أساس أنها مشاريع تنموية.
لو كانت “الشتا” بأيدي مسؤولينا ما تركوا قطرة “تنزل” على هذه البالد، ألنهم يعرفون قبل غيرهم، حجم الفساد “اللي غايبان”. صدقا، يحتاج المغاربة مزيدا من الأمطار ليس فقط ألن “البالد مخصوصة ليها” وطال الجفاف لسنوات، ولتعري لهم بشاعة النهب “اللي كاين”. القناطر تكلف ماليين الدراهم وال يمضي على تشييدها سوى سنة أو سنتين، ثم تنهدم بمجرد سقوط أمطار قليلة عليها، فيما قناطر الفرنسيس؛ ماتزال صامدة لليوم؟