حقق المنتخب المغربي فوزًا ثانيًا في تصفيات كأس العالم 2026، هذه المرة على حساب منتخب تنزانيا بهدفين نظيفين، بعد انتصار غير مقنع أيضًا على النيجر.
لكن رغم تحقيق النقاط الكاملة، لا يبدو أن الجماهير المغربية مطمئنة أو راضية عن أداء “أسود الأطلس”، في ظل غياب اللمسة التكتيكية الواضحة للمدرب وليد الركراكي، وافتقاد المنتخب لروح الإبداع والفعالية الهجومية.
انتصار بلا بريق.. أين هو المنتخب الذي أسر القلوب؟
منذ الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022، تعود المغاربة على رؤية منتخب قوي، متماسك، ويملك شخصية واضحة في الملعب. لكن في المباراتين الأخيرتين، لم يكن هناك أداء مقنع يوازي التطلعات، بل مجرد استحواذ عقيم ومردود يفتقر للسرعة والحسم.
أمام تنزانيا، فرض المغرب سيطرته لكنه عجز عن خلق فرص خطيرة، باستثناء لحظات فردية هنا وهناك. ولم يكن من الممكن تسجيل الأهداف لولا كرة ثابتة من أكرد وضربة جزاء نفذها دياز.
الرهان على عناصر جديدة مثل بلعامري وصيباري والزلزولي لم يضف الكثير على المستوى الهجومي، بل زاد من عشوائية اللعب، في وقت بدا فيه الفريق وكأنه يفتقد إلى رؤية تكتيكية متكاملة توحد مجهودات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.
مدرب بلا بصمة.. هل فقد الركراكي القدرة على التطوير؟
من أبرز الملاحظات التي تكررت بين الجماهير المغربية بعد المباراتين هي غياب البصمة الواضحة لوليد الركراكي.
رغم توفر المنتخب على مجموعة من الأسماء اللامعة في أوروبا، إلا أن الأداء الجماعي لا يعكس حجم الإمكانيات الفردية.
فالتمريرات العرضية المتكررة، البطء في التحولات الهجومية، وغياب التنويع في الأسلوب، كلها عوامل جعلت المنتخب يظهر بمستوى متواضع، حتى أمام خصوم أقل تصنيفًا وأقل خبرة.
قد يكون الغياب الاضطراري لبعض اللاعبين مثل أشرف حكيمي مؤثرًا، لكن ذلك لا يبرر عدم وضوح النهج التكتيكي، ولا ضعف الحلول الهجومية. التغييرات التي أجراها الركراكي خلال المباراة لم تحمل أي جديد، باستثناء ضخ دماء جديدة، لكنها لم تؤثر على الشكل العام للمنتخب.
مونديال 2026 وكأس إفريقيا.. قلق الشارع الرياضي
مع استمرار هذا الأداء المتواضع، بدأ الشارع المغربي يطرح أسئلة صعبة حول مستقبل المنتخب، خاصة مع اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستقام على أرض المغرب. فبعد أن كان الحلم هو التتويج القاري، أصبح هناك مخاوف من عدم قدرة “أسود الأطلس” على مجاراة المنتخبات الكبرى.
أما على المستوى العالمي، فالتأهل إلى كأس العالم 2026 يبدو مضمونًا، لكن المخاوف تتعلق بالظهور الباهت أمام منتخبات قوية، وعدم تقديم نسخة تنافسية تضاهي ما قدمه المنتخب في قطر 2022.
رسالة واضحة للركراكي.. الأداء قبل النتيجة
رغم أهمية الفوز، إلا أن كرة القدم لا تُلعب فقط بالنقاط، بل أيضًا بالأداء والإقناع. الجماهير المغربية تريد أن ترى منتخبًا يُبهر كما فعل في كأس العالم، لا أن يتحول إلى فريق يكتفي بالفوز دون روح أو لمسة إبداعية.
على وليد الركراكي أن يدرك أن المشوار المقبل يتطلب تغييرات جذرية في الأسلوب، وإلا فإن الضغوط ستتصاعد أكثر مع كل باراة غير مقنعة.