للأسف الشديد لقد رافقت حملة تطعيم المواطنين باللقاح المضاد لفيروس كورونا بكثير من اللغط وما لا يقل عن ذلك من الإشاعات، التي تنتقل من فبركة الادعاءات إلى الدخول طولا وعرضا في مجال علمي لا ينبغي أن يقتحمه أي واحد، لأن موضوع اللقاح وفوائده وحتى أعراضه هو موضوع علمي بحت وليس في متناول أي كان، حيث أصبحنا نرى كثيرا من أصحاب القنوات على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدثون عن مضاعفات وغيرها وهم لا يعرفون التمييز بين البكتريا والفيروس.
لكن هؤلاء لا ينظرون إلى ما حولهم من أعمال داعية للتطعيم بكثرة وبإلزامية، فبعد إلزام جنودها بأخذ اللقاح قررت الولايات المتحدة الأمريكية تطعيم الأطفال من ثلاث إلى إحدى عشر سنة، وهو القرار نفسه الذي اتخذه الصين الشعبية، مع العلم أن هاتين الدولتين مصنعتين للقاح ومصدرتين له، ومع ذلك ألزمت مواطنيها بأخذ اللقاح لأنه الوسيلة الوحيدة للنجاة اليوم من فتك هذا الفيروس العجيب.
اللقاح ليس أمرا بسيطا ولكنه خلاصة جهود مضنية لعلماء من مختلف بقاع الأرض، شرقا وغربا، وساهم فيه الجميع منتمون لدول متقدمة ودول العالم الثالث، فمن خلال الخبرات والمعلومات التي تجمعت لدى الخبراء استطاعت بعض الدول صناعة اللقاح، بعد التعرف بشكل أو بآخر على هذا الضيف الثقيل على البشرية المجهول المصدر.
هؤلاء الخبراء والعلماء وحدهم لهم الحق في الحديث عن طبيعة الفيروس وعن ضرورة اللقاح أو الاستغناء عنه، وليس صاحب القناة الجالس في المقهى مستغلا الويفي المجاني كي يبث لقاء حيا ليست فيه معلومة واحدة سوى تكرار الإشاعات.