تحولت نزهة عادية إلى مأساة مؤلمة في منطقة الهراويين بالدار البيضاء، حيث لقي فتى، لا يتجاوز عمره 15 عامًا، مصرعه غرقًا في بركة مائية تشكلت حديثًا بفعل التساقطات المطرية الأخيرة، وذلك عصر يوم الاثنين الماضي.
وحسب شهود عيان، فإن الضحية كان برفقة مجموعة من أصدقائه قرب البركة المائية، التي تقع بمحاذاة الطريق السيار تيط مليل، قبل أن يقرر النزول إلى المياه في لحظة حماس ومغامرة.
غير أن الأمور سرعان ما أخذت منحى مأساويًا، بعدما عجز الفتى عن مقاومة تيارات المياه وانجرف نحو حفرة عميقة، ليختفي عن الأنظار في ثوانٍ معدودة، وسط ذهول رفاقه الذين لم يستطيعوا إنقاذه.
وفور علمها بالحادث، هرعت مصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تمكنت من انتشال جثة الضحية بعد عمليات بحث دقيقة، ليتم نقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى مولاي رشيد.
وبأمر من النيابة العامة، تقرر إخضاع الجثة للتشريح الطبي قبل تسليمها إلى عائلته المفجوعة.
الحادثة خلفت صدمة كبيرة وسط سكان الأحياء المجاورة، خاصة بإقامة “الفضل”، إذ لم يكن يخطر ببالهم أن هذه البركة، التي جفت تمامًا خلال السنوات الماضية بسبب الجفاف، قد تعود بهذا الشكل المفاجئ، لتصبح مصدر خطر جديد يهدد حياة أطفال المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه البركة كانت في الأصل منخفضًا ممتلئًا بالحفر العميقة، قبل أن يتم ردمها بمخلفات البناء من طرف إحدى شركات الأشغال العمومية.
غير أن الأمطار الغزيرة الأخيرة غمرتها بالمياه من جديد، دون أي إجراءات وقائية، ما جعلها تتحول إلى مصيدة قاتلة.
وأمام هذه الفاجعة، طالب السكان السلطات المحلية بالتدخل العاجل لطمس هذه البركة بشكل نهائي، تفاديًا لوقوع حوادث مشابهة في المستقبل، وحماية أرواح الأطفال الذين قد ينجذبون إليها دون إدراك خطورتها.