تحتفل الحكومة المغربية بمائة يوم من تنصيبها، ويحتفل رئيسها بمرور عبر قنوات القطب الإعلامي العمومي، في مشهد يذكرنا بهيمنة بنكيران على ثلاث قنوات ومن خلالها بشّرنا بالزيادة في أسعار البنزين، ومنذ ذلك التاريخ لم يكف ثمنه عن الصعود، وهو القرار الذي كان أول المستفيدين منه هو عزيز أخنوش، الذي انقلب على الزعيم الإسلامي بعد أن حقق أهدافه، ورفع شعار القضاء على الحزب الذي كان يقود الحكومة، وتمت معاقبته بتصويت المغاربة، لكن يبدو أن الحزب نال ما يستحق وقد يعود مرة أخرى إلى قوته، بينما الشعب المغربي هو الذي يعيش اليوم التعذيب والجلد الممارسين من قبل الحكومة ضده.
مائة يوم من عمل الحكومة هي قاعدة تقول من خلالها الحكومة ها قد استوينا في طريق عملنا، وهو عرف عند جميع بلدان العالم، ليس بالضرورة أن تقدم من خلاله الحكومة منجزات واضحة، ولكن كما قلنا سابقا أن تبين عن مقياس جديتها من خلال هذه المدة الزمنية.
لكن حكومة أخنوش تتخذ من هذه المناسبة عملية تتحدى من خلالها المغاربة، حيث يقول بعض الموالين لها وحتى المطرودين منها المنتظرين العودة في أقرب وقت، إن ما حققته هذه الحكومة وما ستحققه (علم الغيب) سيذكره المغاربة عبر التاريخ، في الوقت، الذي أبانت فيه عن أنيابها من خلال قانون المالية، الذي ضرب عرض الحائط مفهوم الدولة الاجتماعية، الذي تمت سرقته في البرنامج الحكومي، لكن الحمد لله، لدينا مؤسسات ضامنة للاستقرار وليس لها في “اللعب” السياسي هي التي ستحمي تنفيذ مشروع الدولة الاجتماعية، الذي بدأت بشائره مع المشروع الملكي الكبير بأن يتم تسجيل جميع المواطنين المغاربة ضمن نظام الحماية الاجتماعية.
غدا سيحل عزيز أخنوش ضيفا على الإعلام العمومي، ونعرف أنه سيقول كلاما كثيرا، بدأ يتعلم كيف يقول ما هو مكتوب وإن كان لا يرفع عينيه عن الورقة، لكن مروره سيكون صعبا على المغاربة، الذين لم يلمسوا بعد معالم الحكومة التي صوتوا عليها خلال الانتخابات.
فليس غرض المغاربة هو معاقبة العدالة والتنمية ولا غرض لهم من وراء ذلك، لأن الأساس عندهم هو أن تأتي خلف الحكومة التي لم تؤد وظيفتها حكومة جيدة، وهو ما اتضح أنه غير واقعي وأن أخنوش باع للمغاربة الوهم فقط.
رئيس حكومتنا “مضروب” على شيء اسمه مائة يوم، فقبل مائة يوم من عمل الحكومة نظم ما سماه مائة يوم مائة مدينة والذي أسميناه في حينه “مائة يوم مائة مسارية” لأنه كان يصور للناس أنه الحزب القوي في وقت كان ينقل فيه الأعضاء نفسهم من مكان لآخر.
انتظر المواطنون حكومة تفك أزمتهم فجاءت حكومة لتعميقها بعد الارتفاع المهول في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية في وقت الجائحة، التي عالجها جلالة الملك بحكمة وبصيرة، في وقت تدك فيه الحكومة كل هذا العمل بإجراءاتها المتهورة.