في صباح يوم الجمعة 2 ماي 2025، خيم الحزن على الساحة الفنية المغربية برحيل أحد أعمدتها، الفنان القدير محمد الشوبي، عن عمر ناهز 62 سنة، بعد صراع مرير مع المرض. برحيله، طُويت صفحة مشرقة من صفحات الفن المغربي، لكن اسمه سيظل راسخًا في وجدان محبيه وذاكرة الإبداع الوطني.
عرف الشوبي بمسيرة فنية امتدت لأكثر من أربعة عقود، انطلقت في ثمانينيات القرن الماضي، وتميزت بغزارة الإنتاج وتنوع الأدوار.
جسّد خلال رحلته الإبداعية شخصيات لا تُنسى، في المسرح والسينما والتلفزيون، بأسلوب فني صادق جعل منه وجها مألوفًا وعزيزًا على الجمهور المغربي.
رغم المرض الذي ألمّ به، قاوم الشوبي بشجاعة، محتفظًا بابتسامته وروحه المرحة، في صمت المبدعين الكبار. لم يكن مجرد فنان، بل كان صوتًا حاضنًا لقضايا الإنسان البسيط، ولطالما جسّد أدوارًا تنبض بالواقعية والصدق، حاكى من خلالها هموم المجتمع وآماله.
نعاه رفاقه من الفنانين بكلمات مؤثرة، معتبرين رحيله خسارة فادحة للفن المغربي، ومؤكدين أنه سيظل حاضرًا في الذاكرة الجماعية بفضل ما قدّمه من أعمال بصمت تاريخ الدراما المغربية.
محمد الشوبي لم يكن مجرد اسم على الشاشة، بل كان وجدانًا ينبض على خشبة المسرح، وكاميرا تنقل صدق الحياة. واليوم، وهو يوارى الثرى، يبقى إرثه شاهدًا على أن الفن الحقيقي لا يموت.