في الوقت الذي يحتفل العالم باليوم الدولي للتعليم (24 يناير)، أضحت مبادرة المكتبات المجانية الصغيرة (Pop-up Libraries) نموذجا يمكن أن يساهم في تكريس القراءة باعتبارها خطوة أولى نحو الإبداع والمواطنة وتبادل المعرفة داخل المجتمعات. ولمعرفة المزيد حول جوهر وأهداف هذه المبادرة التي تفرض وجودها في الأحياء الخمس لنيويورك وكذلك في العديد من المدن الأمريكية وأماكن أخرى حول العالم، أجرت وكالة المغرب العربي للأنباء مقابلة مع السيد غريغ ميتزجر، المدير التنفيذي لمنظمة “فري ليتل لبريري” (Free Little Library)، التي تقف وراء هذه المبادرة غير الربحية.
1- كيف نشأت فكرة “المكتبة المجانية الصغيرة” ؟
رأت مبادرة “المكتبة المجانية الصغيرة” أو “المكتبة الحرة الصغيرة” النور سنة 2009 بهدف تحفيز الإبداع وإشراك الشغوفين بالقراءة ولعب دور المحفز لتمكين الجيران من التواصل والتعرف على بعضهم البعض. كانت البداية خجولة، ولكن عندما تحولت الجمعية إلى منظمة غير ربحية سنة 2012، بدأت المبادرة في اكتساب زخم وشعبية كبيرين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
ويوجد اليوم أكثر من 138 ألف مكتبة مجانية صغيرة في 112 دولة وفي جميع قارات العالم. كما تمت مشاركة أكثر من 250 مليون كتاب من خلال شبكة “ليتل فري لبريري”. وتقوم هذه المبادرة على مبدأ أساسي، وهو “خذ كتابا، أترك كتابا واقرأ كتابا”.
وفي الآونة الأخيرة، تم تعزيز هذه المبادرة من خلال إطلاق برنامج جديد “ريد إن كلور” (إقرأ بالألوان).
2 – ما هي أهداف هذه المبادرة ؟
تهدف هذه المبادرة إلى توفير الكتب للمجتمعات التي تعاني من نقص في هذا المجال، لاسيما لفائدة الأطفال، وتسليط الضوء على المؤلفين “الذين لا يحظون بالتقدير الكافي أو المهمشين”. علاوة على ذلك، تسعى المبادرة إلى إرساء منظومة تمكن من جعل الكتب متاحة في أي وقت.
هذا البرنامج يعتبر بمثابة رد على حادث مقتل جورج فلويد (ماي 2020) في مدينتنا مينيابوليس والاضطرابات المدنية واسعة النطاق التي تلته. ونعتقد أنه من خلال مشاركة مثل هذه المجموعة المتنوعة من الكتب، يمكن أن يعم التفاهم والتعاطف والعدالة في المجتمع. كما تطلب هذا العمل طويل الأمد دعم ومساهمة العديد من الشركاء لجعل مبادرة القراءة حقيقة.
لقد تعاونا مع شركاء محليين وفاعلين في مجال محو الأمية لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل المناطق التي تزداد فيها الحاجة إليه. وتوفر هذه المبادرة سنة من الكتب المتنوعة التي تعكس جوانب متعددة للمجتمع الذي تستقر به المكتبة الصغيرة. 3 – كيف يمكنك تقييم تأثير هذه المبادرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة ؟
لاقت المبادرة ترحيبا حماسيا في المدن العشر التي أطلقناها فيها حتى الآن. وكان الدعم الذي حصلنا عليه من الشركاء المحليين مذهلا.
ونظرا لطبيعة البرنامج، فيمكنه أن يتكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك المدارس العمومية وأنظمة المكتبات البلدية والحدائق والمصحات، وبصراحة في أي مكان يتجمع فيه الناس.
كما أن هذه المبادرة طويلة الأمد تظل منفتحة على المقترحات، وهو ما يدفعنا إلى تشجيع الأشخاص الشغوفين بقراءة الكتب على إرسال أفكارهم واقتراحاتهم عبر موقعنا على الإنترنت “LittleFreeLibrary.org”