موجات حر وفيضانات وحرائق… شهد الشهر الأول من فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كوارث طبيعية متتالية، قد يكون تفاقم حجمها ووتيرتها بسبب التغير المناخي، بحسب عدد كبير من خبراء المناخ.
ولم تعرف بعد الحصيلة الدقيقة للأشخاص الذين لاقوا حتفهم جراء موجة الحر، لكن المؤكد أن هناك مئات الوفيات على الأقل.
وكانت هذه الموجة الحارة “مستحيلة تقريبا” لولا الاحترار الذي تسبب به الانسان، وفقا لعلماء من تجمع “وورلد ويذر اتريبيوشن” (إسناد الأحوال الجوية العالمية)، وهي مبادرة تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم. ووفقا لهم، فإن تغير المناخ جعل هذا الحدث أكثر احتمالا بما لا يقل عن 150 مرة.
وهطلت أمطار خلال يومين فقط تعادل الكمية التي تسجل عادة على مدى شهرين، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وقال كاي شروتر عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام “في الوقت الحالي، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين أن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ” لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت “أكثر تواترا وأكثر احتمالا” بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي الصين، تضرب وسط البلاد فيضانات أسفرت حتى الآن عن مقتل 33 شخصا على الأقل وفقدان ثمانية منذ 16 يوليو، وفقا لتقرير بثه التلفزيون الوطني الخميس. وانخفض معدل هطول الأمطار مساء الثلاثاء في مدينة تشنغتشو الكبيرة (وسط) حيث اجتاحت السيول جزءا من المترو وغمرت مئات العربات.
بدأ موسم الحرائق في الغرب الأميركي مدفوعا بالجفاف، ويكافح آلاف من الإطفائيين حوالى 80 حريقا ضخما. وأتت الحرائق في بداية الأسبوع على أكثر من 4700 كيلومتر مربع من الغطاء النباتي.
ومن بين الحرائق الأكبر، “بوتليغ فاير” في ولاية أوريغون التي أتت في غضون أسبوعين على ما يعادل مساحة مدينة لوس أنجليس من غطاء نباتي وغابات.
وقال ماركوس كوفمان من خدمة إدارة الغابات في الولاية “الحريق كبير جدا… ويغذي نفسه بنفسه” حتى أنه تسبب ببرق.
في ولاية كاليفورنيا المجاورة، كان لا بد من إخلاء العديد من القرى في مواجهة ألسنة اللهب الناتجة عن “ديكسي فاير”، وهو حريق قد يكون ناجما عن سقوط شجرة على خطوط الطاقة.