تحدث كبير الخبراء الاقتصاديين، ونائب رئيس إدارة الحكامة الاقتصادية وإدارة المعارف بالنيابة بالبنك الأفريقي للتنمية، كيفن تشيكا أوراما، عن ديناميات النمو الاقتصادي في أفريقيا، وصمودها في مواجهة الصدمات المحلية والخارجية، ودور البنك في تعزيز هذا الصمود.1 – يعتبر النمو في إفريقيا الأسرع في العالم، إلى أي مدى هذا صحيح؟ وما هي إمكانية تحقيق التحول الهيكلي المنشود على صعيد القارة؟ بعد تعرضه لانكماش ناجم عن جائحة فيروس كورونا 19 بنسبة 1.6 بالمئة سنة 2020، انتعش الناتج الداخلي الخام لأفريقيا بشكل كبير سنة 2021 ليبلغ نحو 6.9 بالمئة. وهذا يعني أن نمو هذا الناتج بنسبة 7 بالمئة ممكن جدا في القارة. ويتمثل التحدي في مواكبة إفريقيا في انتعاشها لتحقيق نمو سنوي يزيد عن 7 بالمئة على مدى لأكثر من ثلاثة أو أربعة عقود حتى نتمكن من إنشاء تحول هيكلي يساعد في تشجيع النمو، وخلق الثروة، وإحداث فرص الشغل، والانتقال إلى اقتصادات متوسطة أو مرتفعة الدخل بسبب الصدمات المتكررة التي لا تكون هذه البلدان سببا في حدوثها في أغلب الأحيان. لتحقيق ذلك، يجب على القارة تنويع اقتصادها. وفي هذا الصدد، يجب على بلداننا أن تقوم بإصلاحات هيكلية. والمغرب، على غرار بلدان أفريقية أخرى، مثال جيد جدا للكيفية التي تشجع بها الإصلاحات الهيكلية النمو في القارة، ولا سيما من خلال إدماج مساهمة الخدمات في الناتج الداخلي الخام، وتنمية قطاع الفلاحة، وتثمين الموارد الطبيعية حتى نتمكن من تقليل الارتهان لتجارة المواد الخام. 2 – كيف يساهم البنك الأفريقي للتنمية في تحقيق هذا النمو المستدام؟ عمل البنك الأفريقي للتنمية منذ إنشائه على تالنهوض بالتنمية في القارة على جميع المستويات. ووضع البنك استراتيجية إدارة المعارف “كاي إم إس”، والتي تهدف إلى جعل البنك الأفريقي للتنمية المؤسسة الرائدة للمعرفة في أفريقيا في مجالات تدخله وتطوير حلول مبتكرة للتحديات المعقدة التي تواجهها أفريقيا. ولدينا أيض ا استراتيجية تسمى “استراتيجية تعزيز القدرات”، والتي تهدف إلى تقوية قدرة البلدان الأفريقية على تحفيز وتحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل، وتسريع التحول الهيكلي.
بالإضافة إلى آليات الاستجابة السريعة، مثل آلية الاستجابة السريعة لفيروس كورونا، نتوفر كذلك على استراتيجية “هاي 5” لدعم تحقيق البلدان الأفريقية لأهداف التنمية المستدامة، والتي تتزوع على خمسة محاور رئيسية، هي “إضاءة أفريقيا وتزويدها بالطاقة”، و”إطعام أفريقيا”، و”تصنيع أفريقيا”، و”إدماج أفريقيا”، و “تحسين مستوى عيش الأفارقة”.كما طور البنك الأفريقي للتنمية العديد من البرامج، مثل أكاديمية إدارة المالية العامة، التي تساعد على توفير تدريب مهيكل للموظفين في هذا المجال، وإنشاء منصة لتعزيز التعلم بين النظائرن. وهناك مجالات ضخمة يتمتع فيها المغرب بكفاءة عالية ويمكنه تقسام خبرته مع باقي بلدان القارة. 3 – الصمود هو موضوع اجتماع “التجمع الأفريقي” (5 و6 يوليوز بمراكش)، ما هو تحليلكم للصمود الاقتصادي للقارة؟ وما هو تدخل البنك الأفريقي للتنمية في هذا الصدد؟