كشف جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين بالمغرب، أن الفلسطينيين يطالبون بمؤتمر دولي لفرض السلام وحمايته في المنطقة، معتبرا أن وساطة الإدارة الأمر”أشطاري 24″، على أن ضغط الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، مكن من الوصول إلى الهدنة ووقف العدوان الاسرائيلي
واعتبر السفير، أن فلسطين تتطلع إلى الدور المغربي، لمكانة المغرب عالينا وعلاقاته الأوروبية وعمقه الإفريقي والاحترام الذي يلقاه من الإدارة الأمريكية، وأوضح أن الوحدة الفلسطينية موجودة على أرض الميدان، وجل الفلسطينيين موحدين أمام مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته دعا أحمد الدرداري أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي، خلال ندوة مركز النهار و مؤسسة “أشطاري24″، الفلسطينيين إلى وحدة الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وشدد الأستاذ الجامعي، على أن قضية فلسطين مرت من 5 صفقات كبرى، انطلقت مع وعد بلفور مرورا بصفقة السبعينات التي انتزعت فيها فلسطين ثلاث قرارات أممية، وصولا إلى التوسع الاستيطاني لإسرائيل، وأكد أن الصفقات الأخيرة عرفت دخول القضية مرحلة التفاوض، قبل أن تنتقل بعد 2000 إلى التفاوض فيما يعرف بصفقة القرن.
أثر القضية الفلسطينية في المراجع الدينية والثراثية
وأسس عبد الوهاب الجايي أستاذ التعليم العالي للأديان بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مداخلته على مقدمات منهجية تؤكد على أن القدس والقضية الفلسطينية ثابت من الثوابت المغربية فاعيلة وواقعا، ثم توقف عند بعض الإفادات المتصلة بالقدس والقضية في الدراسات المغربية في دلالاتها ورمزيتها، أما الإفادة الثانية فدار الحديث فيها عن مقاربة الموضوع معرفيا وحضاريا عبر استدعاء نصوص الرحلات السفارية لعلماء وسفراء مغاربة دونوا مشاهداتهم، وسجلوا تفاصيل، مما جعل من متونهم مادة معرفية شاهدة على العلاقة التاريخية للمغرب وأهله بفلسطين وفي جميع المستويات الروحية والثقافية والحضارية …وقد انطلق المحاضر من استهلال ركز فيه عن مكانة القدس في اهتمامات المملكة المغربية، التي جعلتها في صلب السياسة المغربية ودبلوماسياتها المتعددة، كما جعلتها موضوعا للقمم العربية ومؤتمراتها، في إطار الدفع بالقضية للتدويل والبحث عن سبل حمايتها ودعم أهاليها، وتنمية تراثها المادي واللامادي، والحفاظ على طابعا العربي الإسلامي. وقد أشار المحاضر في سياق إبراز جهود المملكة إلى وثيقة “نداء القدس” 30 مارس 2019، وهي الوثيقة الإطار التي تعد ميثاقا دينيا وحضاريا للحفاظ على وضعية القدس التعددية في مواجهة التطرف والنزعات الإقصائية. وهذا النداء ” الوثيقة” عكس إرادة مشتركة من قا~دين حكيمين لحفظ الأمن الروحي لأتباع الديانات السماوية ، وبناء جسور الحوار والتفاهم المتبادل بين العالمين المسيحي والإسلامي، والعمل سويا على المحافظة على مقدسات فلسطين والقدس الشريف، وتعزيز مكانتها الروحية والإبقاء على طابعها المتفرد وهويتها الفريدة، باعتبارها تراثا إنسانيا وأرضا للصحبة واللقاء، ورمزا للتعايش والتساكن ، قدسا جامعة لتعددية الأديان وأشكال التعايش والمعيش. كما أشار المحاضر، تأكيدا على تاريخية الموقف المغربي وتفرده، إلى الرسالة التي بعث بها جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، إلى قداسة البابا بولس السادس بتاريخ الفاتح من يوليوز عام 1967، حول خطورة العمل الذي أقدم عليه الإسرائليون بالقدس الشريف من انتهاكات لحرماتها ودوس مقدساتها…. وهي الرسالة التي مهدت لانعقاد أول قمة إسلامية بالمغرب في شتنبر 1969. وتأكيدا على حماية القدس والتفاف مكونات الشعب المغربي، انطلق العمل الإسلامي في مؤتمر القمة الإسلامي الأول الذي عقد في الغصمة المغربية، المؤتمر الذي أسس منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن منظمة المؤتمر الإسلامي انبثقت لجنة القدس برعاية مغربية، ومنها ميلاد المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي تهدف في إطار أدبياتها ومشاريعها للتنمية البشرية الشاملة في المدينة المقدسة والمحافظة على الهوية العربية الاسلامية للتراث الفلسطيني. لأجل ذلك، فإن مايندرج تحت المقدمات المنهجية يخلص الى أن : – القدس والقضية ثابت مغربي وإجماع وطني شعبا وملكا، تاريخا وحاضرا ومستقبلا. – حرص المملكة لمغربية ملكا وحكومة ومؤسسات على الهوية التاريخية لمدينة القدس، أرضا للتعايش والصحبة بين أتباع الديانات السماوية. – ثبات الموقف المغربي والتزامه الصريح المستمر والموصول للدفاع عن الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة, – تأكيد جلالة الملك على وضع القضية الفلسطينية في مرتبة القضية الوطنية الأولى، قضية المغاربة الصحراء المغربية، وهذا الربط له أكثر من دلالة ويحمل رسائل للعقول الراجحة، ويقطع الطريق على خطاب التبخيس والتقليل من الدور المغربي وريادته وتفرده، نحن أمام قضية واحدة مغربية وفلسطينية لا تعددية فيها ولا فصل بينها. أما الإفادة المعرفية فقد تطرق المحاضر إلى دلالات وأبعاد القدس الجامعة، مؤكدا على حضورها المستمر في اهتمامات النخبة المثقفة من علماء وفقهاء وسفراء ؛ تأريخا وبحثا وتنظيرا وتدوينا وبسطا لها في عوالم أفكارهم ومدار مشاريعهم التي باتت مؤثورا إسلاميا به تعمر رفوف المكتبات ومن أرضيته تخصصت الأطاريح الجامعية ، والمؤلفات الجماعية والفردية في جميع الحثقول المعرفية والتخصصات المندرجة تحتها، وجميع ذلك يدور علر مركزية القدس وفلسطين. وفي هذا السياق توقف المحاضر عند نصوص الرحلات السفارية مع صاحب “نفح الطيب ” وإفادات “المقري” وكذا الشريف الادريسي في نزهة المشتاق في اختراق الأفاق، وأبي إسحاق المكناسي وكتابه ” المستقصى في فضائل المسجد الأقصى” وقد استمر التواصل مع القدس عبر متون الرحلة السفارية مع العبدري الحيحي وابن بطوطة وابن خلدون وابن ألأزرق الأندلسي وابن عثمان المكناسي وهي الرحلة التي تعد أنموذجا لتفصيل القول في مركزية القدس وفلسطين في الدراسات العلمية الأكاديمية. وبالجملة فإن نصوص الرحلات السفارية كان لها أثر عميق في الوجدان العربي اللإسلامي، وأسهمت في جعل القضية الفلسطينية قضية وجودية لا مجال للإطلاقات النسبية في مقارباتها ، وقد خلص المحاضر إلى أن موضوع فلسطين والقدس باتت جزءا لا يتجزء من التراب المغربي وذاته المعرفية وهويته الثقافية وتوابته المرجعية. وعليه لا مجال للتأويلات الفاسدة التي تحاول أن تجعل من الموقف المغربي موقفا مصلحيا ضيقا ، نحن في الدفاع عن فلسطين ننطلق من ذاتنا ونعود لذاتنا وسنبقى كطلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقد اقترح المحاضر أولا ضرورة مدارسة دلالات وأبعاد القول الملكي الذي جعل من القضية الفلسطينية قضية الصحراء المغربية، ثم ضرورة إنشاء كرسي الدراسات الفلسطينية في الجامعات المغربية.
مسار القضية الفلسطينية
من جهته اعتبر طارق عبيبو باحث في سلك الدكتوراه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، على أن” القضية الفلسطينية هي أهم قضية في عالمنا المعاصر والتي طرحت منذ نهاية الدولة العثمانية ومرت بمحطات تاريخية تستدعي الوقوف والمراحعة فمنذ 1922 الاحتلال البريطاني مرورا بوعد بلفور 1917 وبداية هجرة اليهود ما بين 1922 و 1947 إلى فلسطين .. وتبعتها خطة التقسيم سنة 1948 وما تلاها من حروب ودمار وتشريد للشعب الفلسطيني ومصادرة حقوق الفلسطينيين في حروب 1967 و 1973 ومجازر صبرا وشتيلا 1982.
وهناك القرارات الأممية الداعية إلى إجراء مفاوضات سلام كقرار 338 وتأكيد الجمعية العامة سنة 1974 على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والاستقلال الوطني والسيادة الفلسطينية وحق العودة،
وظهور انتفاضة 1987 ضد الاحتلال وتضحيات الشعب الفلسطيني بكل معاني التضحية في سبيل إقامة دولة فلسطين سنة 1988 .
وفي 1991 تم عقد مؤتمر مدريد للسلام بين إسرائيل وفلسطين استنادا على قرار مجلس الأمن 242 و 338 وتم الاعتراف المتبادل بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وتم منح فلسطين الحكم الذاتي في اتفاق أوسلو.
كما أن مؤتمر 1993 أرجأ بعض القضايا إلى مفاوضات الوضع النهائي التي تناولها في مؤتمر كامب ديفيد سنتي 2000 و 2001 في طابا.
لكن تمت انتفاضة ثانية سنة 2000 وقضت المحكمة الدولية بعدم شرعية الجدار الفاصل وفي سنة 2002 أكد مجلس الأمن رؤية الدولتان وتلتها مبادرة السلام العربية سنة 2003 وفي سنة 2005 سحبت إسرائيل مواطنيها من غزة وفي 2006 قدمت اللجنة الرباعية مساعدة للسلطة الفلسطينية وبعدما استوات حماس على غزة سنة 2007 فرضت إسرائيل حصارا على القطاع وفشل اتفاق انابوليس.
في سنة 2008 تم تبني قرار 1860 وفي سنة 2009 تم بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية بدعم دولي وانهارت جولة المفاوضات سنة 2010 وفي سنة 2011 اعترفت اليونسكو بفلسطين عضوا فيها وفي سنة 2012 منحت لفلسطين مركز دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.
سنة 2014 تم الإعلان عنها كسنة للتضامن مع الشعب الفلسطيني واشتعلت الحرب والاقتتال بين إسرائيل والفلسطينيين سنة 2016 وصدور قؤاؤ 1334 بشأن المستوطنات.
وسنة 2020 أصدر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان تقريرا عن مؤسسات الأعمال المشتركة في أنشطة تتعلق بالمستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
ونظرا لما قامت به إسرائيل من اعتداء على المسجد الأقصى ومحاولة تهجير سكان في حي الشيخ جراح وإشعال الحرب من جديد بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية وتجديد الاشتباكات والاقتتال الذي يضر بالمدنيين والأطفال والنساء والمنشآت الحيوية وهو ما يعيد القضية إلى نقطة الصفر وضرب كل المجهودات عرض الحائط.
وعليه ونظرا لم يقوم به المغرب من دور ريادي في تناول والتعاطي مع القضية الفلسطينية ومدينة القدس بما فيها المؤسسات الدينية حيث تعتبر القضية الفلسطينية في نفس المستوى مع قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية وماى يضطلع به جلالة الملك محمد السادس نصره الله من خلال رئاسته للجنة القدس ووكالة بيت مال القدس من مهام جد أساسية اتجاه ما تتعرض له فلسطين من اعتداء وخصوصا الدعم المالي والصحي والاجتماعي والسكن بعيدا عن مواقف الدول التي تكتفي بالبلاغات.
وعليه ينظم مركز النهار للدراسات الاستراتيجية والإعلام هذه الندوة في هذه الظروف العصيبة التي يمر منها الشعب الفلسطيني ولتسليط الضوء على ملابسات القضية والواقع الفلسطيني والدور الطلائعي الذي يضطلع به المغرب لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
دور الخصوصية المغربية في دعم فلطسين
وشدد احمد الدرادي أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد الملك السعدي، على أن ” الخصوصية المغربية وتفردها بالدعم الفاعل والميداني للقضية الفلسطينية ركيزة جوهرية من الثوابت الوطنية ، مبرزا ان للافكار و الكثير من المواقف، الدلالات و المعاني، ذلك أن ما قامت به اسرائيل من انتهاك لحرمة المسجد الاقصى و ايضا محاولة تهجير سكان حي الشيخ الجراح، ليس بالجديد على دولة اسرائيل، و لكن ينبغي اليوم ان نعلم جيدا ان اسرائيل مآزرة دوليا وموحدة داخليا اكثر من فلسطين، و بالتالي فالفلسطنيين يحتاجون الى وحدة داخلية متماسكة ومستمرة كما ابانوا عنها في هذه الظرفية، لان لا وجود للفلسطنيين بدون هذه الوحدة، و اقول بان اليمين الاسرائيلي و الحركات الصهيونية العالمية و الجيش الاسرائيلي يشكلون خطرا على الاسرائليين انفسهم و يمثلون خطرا على كل من يؤازر الفلسطيين، و بالتالي فالصراع في العمق هو صراع ديني و صراع تاريخي وحضاري، و لا ننسى بان الازمة هي ازمة الوحدة و ليست ازمة المقومات الاخرى، و للاشارة فان اي غزوة انتصر فيها المسلمون تاريخيا الا و كانت الوحدة من سمات و من شروط الانتصار .
و اليوم ينبغي ان نقول في هذه المناسبة على انه ينبغي ان لا نفهم وقف إطلاق النار على انه هدنة بل قد يكون استراحة محارب، و مرحلة لتغيير الخطة و تكتيك لتحديد الاهداف، و عليه مداخلتي سأقسمها الى مرحلتين او شطرين :
الشطر الاول هو الحديث عن اهم المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية و هي خمسة و الشطر الثاني هو موقف المغرب و المغاربة الثابت والواضح .
فبالنسبة للمراحل التاريخية، اعتقد كأكاديمي باحث على ان فلسطين مرت بخمس محطات اساسية ثلاث منها كان فيها صفقات و محطتين كان فيهما ترافع ومواجهات تمثل محاولة لإيقاف الصفقات، فالمحطة الاولى كانت صفقة امتدت منذ وعد بلفور 1917 الى 1947، و كانت المحطة الثانية منذ 1948 الى 1977 و هي المرحلة التي استطاع فيها الفلسطنيون ان ينتزعوا ثلاث قرارات أممية مهمة( قرار 181، قرار 242،. وقرار 338)، و هذه القرارات تدل على ان الاتحاد السوفياتي كان بجانب فلسطين في فترة الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية، لكن المحطة الثالثة و هي صفقة التوسع الاستطاني و التي كانت ما بين 1977 و ما يقارب 1988، ثم جاءت المحطة الرابعة وهي مرحلة التفاوض ما بين 1991 و 2000 ( مرحلة محاولة التفاوض فرضتها المقاومة الثانية بعد مقاومة السبعينات) لكن من 2000 الى اليوم هي المحطة الخامسة وتتسم بصفقة القرن على حساب دولة فلسطين و على حساب كيانات صغيرة في الشرق الأوسط، و تجدر الاشارة الى ان هذه المحطات مهمة و يجب معرفتها لما لها من علاقة بتاريخ فلسطين، و الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي ياخذ جراح الامة العربية و الإسلامية و المسيحية واليهودية، و بهذه المناسبة لما لا اقول بان الوحدة الفلسطينية يجب ان تكون وحدة متنوعة و مبنية على توافق مثل ما يوجد عليه الوضع بالنسبة للوحدة المغربية اي انها تجمع كل الديانات و كل الثقافات و كل المشارب الفكرية و السياسية لان الوحدة المتعددة الروابط هي أقوى من الوحدة التي تقوم على رافد واحد كدين او جنس واحد و هذا هو الدليل على ان الفلسطنيين ان توحدوا سينتصرون.
و الغريب انه لو انتهكت دولة عربية قرارا امميا الا و قامت القيامة لكن ان تنتهك اسرائيل الاعراف الدولية و القرارات الاممية بجميع مظاهر الانتهاك للقانون الدولي، فلا يقدر ان يحاسبها احد.
و قد قال السيد السفير بان اسرائيل هي رابع دولة من ناحية التسلح و لهذا حينما نقول القضية الفلسطينية لا نقول دولة وشعب فلسطين و لكن نقول العالم، وسكان الارض. والحضارة الاسلامية، والحضارة المسيحية و الحضارة اليهودية لانه يجب فصل الدين و العقيدة اليهودية عن الحركة الصهيونية واليمين السياسي والعقيدة العسكرية الصهيونية، و اقول بهذه المناسبة على ان جميع ردود الافعال الموجودة اليوم حول قضية فلسطين هي تتراوح بين من يؤيد الطرح و من يتحفظ و من يصمت و من يرفض و بالتالي فردود الافعال العربية غير متماسكة هي الاخرى حيث هناك خيوط تجمع الجزء و تترك الجزء الآخر، فالقضية ظلت صامدة منذ قرن من الزمن و لكن التهجير المتواصل للفلسطنيين، اذن اليوم هناك على ما يبدو حاله فقدان الثقة من طرف الجمهور العربي في الحكومات العربية وفي قيادته السياسية بل اتضحت كثيرا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ان الملايين هم مع القضية الفلسطينية فماذا بقيت للحكومات اذا كانت الملايين داخل كل دوله مع القضية الفلسطينية هذا نوع من التصويت ونوع من الاستفتاء ونوع من التسويق للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وأنا أعود لأقول بأن أول مرحلة التي جاهد فيها الفلسطينيين قدر الإمكان من أجل انتزاع حقوقهم فهي فترة ما بين 1948 و 1977 أي مرحلة الترافع الأممي في ظل الحرب الباردة حيث انتزع الفلسطينيين ثلاث قرارات أممية، القرار 181 سنة 1947 و القرار 242 بعد سنة 1967 ثم قرار 338 بعد حرب سنة 1973 وهذا ان دل على شيء إنما يدل على أن ربما الرجال في العالم العربي والرجالات الدولية في العالم كانت حاضرة في هذه الفترة وكانت عملية فتل الدراع بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية ربما كانت على أشدها، بينما لما تطور العالم وأصبح العالم بعد سقوط جدار برين بدأت فلسطين تذوب في كنف العلاقات الدبلوماسية وان الدبلوماسية لم حرب جدية إنما عملية بحث عن مخارج سلمية للقضية، وحينما تنتقل الرغبة في الحصول على مخارج سلمية كحل سلمي لقضية فلسطين و هناك طرف متعنت فإن الصراع استمر، وأقول أن هذه المواقف التي أبانت عنها الدول العربية تبين ما مدى حسن التعاطي وصدقية التعاطي مع القضية الفلسطينية فهناك أحداث وهناك تطورات جعلت فكرة القضية الفلسطينية تهتز بشدة بل أصبحت القضية اليوم عرضة للتصفية النهائية وإنهاء قضية فلسطين وكأن إسرائيل لا أحد يمكن أن يعاقب إسرائيل ولا أن يهتم بإسرائيل ولا أن يستطيع أن يحد من ظلم إسرائيل، واليوم هناك طرحين كبيرين: إما أن تلتزم إسرائيل بالقرارات الأممية وأن ترضخ للسلام الشامل والعادل وأن تعود الى أول قرار اتخذ على مستوى الامم المتحدة وهو قرار 181 سنة 1947 والقاضي بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين واحدة عربية فلسطينية والأخرى يهودية مع تدويل القدس، وأنا أعتقد هذه هو أحسن حل وأفضل قاعدة وأحسن قرار صدر عن الامم المتحدة سنة 1947 ما دون هذا القرار تبقى محاولة تصفية القضية الفلسطينية وليس هناك إلا محاولة زعزعة الوحدة الفلسطينية وضرب منظمة التحرير الفلسطينية بحركة حماس والجهاد الاسلامي وضرب حركة حماس والجهاد الاسلامي بمنظمة التحرير الفلسطينية، هذه عيوب داخلية ينبغي تجاوزها بصفة نهائية ، فاليوم هناك تصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين في القدس وعدة مناطق فلسطينية أخرى جعل بعض الدول تعلم الإدانة وجعل بعض الدول تتحفظ وجعل بعض الدول تتصدى بشجاعة وتتخذ القرارات وتأثر مثلا زيارة القناصل الأوروبية لهذا الحي حي الشيخ جراح يبين مدى اهتمام الدول الأوروبية بهذه المنطقة السكنية للقدس وأيضا أن التوجه الأوروبي هو في إطار البحث عن محاولة در الرماد في العيون دون تقديم حل لبقية أجزاء فلسطين لكن الاتحاد الاوروبي شدد منذ البداية على التصعيد في القدس الشرقية وهو فقط يهمه القدس ولا يهمه الفلسطينيين، وهذا يعني وضع المقاومة على أنها إرهاب لكن الإدانات في معظم الدول العربية للتصعيد الاسرائيلي تطرح سؤال على لجامعة العربية ، هل لدينا جامعة عربية؟ وإن كان هناك محاولة لاجتماع المندوبين لمناقشة التطورات، هل جامعة الدول العربية تحظى بالمصداقية لدى شعوبها ؟. اليوم ينبغي أن نقول ان الوعي في العالم الافتراضي وأن الوعي الفيسبوكي والوعي الإلكتروني هو أكثر من وعي الحكام والحكومات وبالتالي فالحكومات العربية لا تحظى بثقة شعوبها، ومن اليوم ممكن أن نقول على أن إسرائيل قد تسبب في ثورات ضد الحكام وضد الحكومات العربية لماذا لأنها تحاول أن تجعلها في صفها لتمرير الصفقة لكن لا تنسى بأن الشعوب هي واعية ومتشبتة بحقوقها وأن حقوق الشعوب لا يمكن أن تمثلها الحكومات الفاسدة ، فهناك على ما يبدو حالة فقدان للثقة و يمكن ان نقول ان الدول العربية وجامعتها ليس بيدها ما تفعل سوى التنديد بينما القرار الحقيقي هو قرار الوحدة الداخلية وايضا قرار ما يسمى بالاستعداد للدفاع عن السيادة الفلسطينية وعن الوحدة الفلسطينية، فالنار يقابله النار والسلام يقابله السلام هذه أطروحة طبيعية وعادية لكن دعني اقول ان التعامل الاسرائيلي الاخير مع الفلسطينيين في القدس وفي المناطق الفلسطينية متعددة فضح عدد كبير من المؤامرات لاسيما وان الشعوب تترصد المعلومة وتعرف كما قال الاستاذ قريش هناك وثائق ومخطوطات وتسريب للمعلومات كما حدث للذي انتقل من الجزائر الى اسبانيا بوثائق مزورة حيث توصل الشعب المغربي بالمعلومات وان كانت سريه فاليوم الرأي العام الدولي والرأي العام الوطني هو قوة وهو حكومة غير مباشرة يمكن ان تتخذ القرار دون العودة الى الحكومات وبالتالي كل العلاقات الدبلوماسية اليوم ينبغي ان تعيد النظر في وضعيه فلسطين وان تبني مواقف حقيقيه شجاعة والخوف ليس من التطبيع مثلا ولكن الخوف من قتل قضيه فلسطين فتطبيع لا يمكن ان يكون عيبا اذا لم تكن فلسطين مصادرة ومقتولة، فاي تطبيع يحافظ على فلسطين فهو جائز ولكن التطبيع الذي لا يحافظ على فلسطين فهو باطل وفي هذا الاطار يمكن ان اقول بان المملكة المغربية من خلال التأكيد على المواقف الثابتة لها من القضية الفلسطينية يعني تأسيسًا او المؤسسة على حل الدولتين المتوافق عليه دوليا لسنه 1947 فالمغرب متشبث بمواقفه لانه اقدم دولة عربية و اقدم دولة من حيث نظام الحكم، والمملكة المغربية دولة قديمة ولديها ارشيف كل الدول وبالتالي فالمغرب متشبث بالمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وانه لا سبيل للخروج من الازمة الى عبر حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع وحل الدولتين بحدود وسيادة منفصلين وان القدس عاصمة فلسطين ودولية الهوية وليست عاصمة اسرائيل وان المغرب على المستوى الخارجي وعلى مستوى السياسة الخارجية لديه محورين وملفين وقضيتين لا يمكن ان يساويهما وهي قضية الوحدة الترابية والقضية الفلسطينية وهذا ما ينبغي ان يأخذه العالم من المغرب ولهذا فنهوضا من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله على سائر الملوك الاسلاف فانه بكل امانة وباعتباره رئيس لجنة القدس اللجنة التي انبثقت عن منظمة التعاون الاسلامي والتي تدل على ان العالم الاسلامي كله وضع ثقته في المملكة المغربية للنهوض بهذا الموضوع وجلالة الملك قد اكد دائما بانه لن يدخر اي جهدا لصيانة الهوية التاريخية العريقة لهذه المدينة المقدسة وايضا جعلها ارض للتعايش بين الاديان السماوية وان جلالة ملك المغرب حفظه الله سيواصل الدفاع عن الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف وعلى احترام حرية وممارسة الشعائر الدينية للديانات الثلاث بهذه المنطقة المباركة والمقدسة وحماية الطابع الاسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الاقصى والمغرب ولله الحمد واعي وانا اقول للسيد السفير ملاحظة وهي انه هناك نسخة ثانية للمغرب نتمنى ان لا تمنح باب المغاربة فالجالس على العرش في المغرب وهو جلالة الملك حفظه الله يضع دائما هذه القضية في مرتبة قضية الصحراء المغربية وان ترسيخ مغربية الصحراء يقابل بترسيخ القدس عاصمة فلسطين وارض فلسطين الشريفة ولا يمكنه على حساب الشعب الفلسطيني ان ينال اي تطور واي منفعة او اي مصلحة، بل انه سيواصل انخراطه البناء من اجل اقرار سلام عادل ودائم في منطقه الشرق الاوسط خصوصا وان المملكة المغربية تحظى بثقة المجتمع الدولي وان المملكة المغربية رائدة في عملية السلام وفي الدبلوماسية الأمنية والدبلوماسية الدينية والديبلوماسية الحضارية ومن الممكن للمغرب ان يكون وسيطا حضاريا لكل الديانات ومن الممكن ان يصبح المغرب صاحب الحل النهائي لهذه القضية فمن هذا المنطلق تماشيا مع الاتفاقيات الدولية والاتفاق مع ملك المغرب ورئيس دولة فلسطين انه قريبا ربما سيكون هناك اجتماعات حول السبل الكفيلة بتعزيز الحفاظ على الوضع الخاص للمدينة وايضا تقديم الحلول والمناقشة والتفاوض مع اسرائيل لوضع حد لهذه المشاكل الا اذا كان الرفض مطلقا من جهة اسرائيل وبقي الحل انذاك بيد المقاومة وما ادراك ما المقاومة، فإني أقول من هذا المنبر فتحيين هياكل وكالة بيت مال القدس الشريف ومساندة الفلسطينيين ماديا والمساهمات المدنية والمادية وتقديم مساعدات على أسس سلمية كلها بابها مفتوح لا سيما أنه ينبغي أن تكون هناك برامج وخطط عربية مشتركة في هذا الجانب .