في إطار دينامية شبابية مواطنة ومسؤولة، نظمت جمعية النخبة المغربية للقادة الشباب، بشراكة مع جمعية اتحاد شباب المغرب، وجمعية شباب المغاربة بتولوز، ونادي شباب القانونيين، يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، ندوة وطنية حول موضوع “الشباب والمشاركة السياسية”، وذلك بمقر حزب التقدم والاشتراكية بالرباط.
وقد عرفت الندوة حضور الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، السيد محمد نبيل بنعبد الله، إلى جانب عدد من الفاعلين السياسيين وممثلي المجتمع المدني، فضلًا عن مشاركة شباب مغاربة من داخل الوطن وخارجه.
وفي مداخلته الافتتاحية، أكد نبيل بنعبد الله على أهمية الدور الحيوي الذي يضطلع به الشباب المغربي في تجديد الحياة السياسية وتعزيز الديمقراطية، مشددًا على ضرورة تجاوز الخطاب التقليدي وفسح المجال أمام الشباب للمساهمة الفعلية في صناعة القرار.
وأوضح أن الانخراط في الشأن السياسي لم يعد خيارًا ثانويًا، بل أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.
كما تطرق بنعبد الله إلى قضية ملتمس الرقابة، مبرزًا أن مناقشة هذه الآلية الرقابية تُعد فرصة لتعزيز ثقافة المشاركة لدى الشباب، من خلال الاطلاع على آليات المساءلة الديمقراطية وممارستها بوعي ومسؤولية.
وقد تميزت الندوة بمداخلات الشباب الحاضرين، حيث عبّر عدد منهم عن قلقهم إزاء الممارسات السائدة في العمل السياسي، معتبرين أن الأحزاب السياسية بحاجة إلى تطوير أساليب تواصلها مع الشباب بشكل أكبر.
وأشار بعض المتدخلين إلى أن الخطاب السياسي التقليدي يظل في كثير من الأحيان بعيدًا عن أولويات الشباب، مطالبين بإعادة النظر في البرامج الحزبية لتكون أكثر واقعية وقربًا من انتظاراتهم.
واعتبر متدخلون آخرون أن غياب الشفافية والبيروقراطية داخل الهياكل السياسية تُعد من أبرز العوائق أمام مشاركة الشباب، داعين إلى إحداث فضاءات للحوار الجاد والدائم، وتمكين الشباب من أدوات المشاركة الحقيقية، بعيدًا عن الصورية أو التوظيف الموسمي.
من جهتهم، طالب شباب آخرون بضرورة إشراكهم في وضع السياسات العمومية، وتدريبهم على مهارات القيادة والتواصل السياسي، مؤكدين أن “الشباب قادر على إحداث الفارق إذا أُتيحت له الفرصة الحقيقية للمشاركة”.
وشدد بنعبد الله في تعقيبه على هذه المداخلات على أهمية الإنصات إلى الشباب، والعمل الجدي على تذليل العقبات أمامهم، مشيرًا إلى أن مستقبل المغرب الديمقراطي يمر حتما عبر إشراك الشباب في كل مراحل بناء القرار.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من المبادرات الشبابية التي تسعى الجمعيات المنظمة إلى مواصلتها، بهدف ترسيخ ثقافة الحوار، وتحفيز الشباب على الانخراط الفعلي في بناء مغرب المستقبل.
وقد عكست النقاشات تفاعلًا إيجابيًا بين المشاركين، وسعيًا مشتركًا لتجاوز العراقيل وبناء الثقة بين الشباب والمؤسسات السياسية.