تتأهب الخطوط الملكية المغربية لمرحلة مفصلية في تاريخها، بعد أن قررت تغيير بوصلة شراكاتها الصناعية باتجاه شركة “إيرباص” الأوروبية، واضعة بذلك حداً لسنوات طويلة من الاعتماد شبه الكامل على “بوينغ” الأمريكية و”إيه تي آر”.
الأنباء القادمة من الصحافة الفرنسية تُفيد بأن الإعلان الرسمي عن هذا التحالف الجديد بات مسألة وقت، وقد يُكشف عنه خلال الأسابيع المقبلة. طائرات “إيرباص” المرتقبة ستنضم إلى الأسطول المغربي وهي تحمل ألوان الناقل الوطني، إيذاناً بانطلاق خطة توسعية تهدف إلى رفع عدد الطائرات إلى 200 بحلول عام 2037.
هذا التحول يأتي في ظل دينامية سياحية قوية تعيشها المملكة، بعدما تخطى عدد زوارها 17.4 مليون خلال سنة 2024، محققة نمواً يفوق 20% مقارنة بعام 2023. ومع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030، يبدو أن المغرب يستعد مبكراً لمواكبة الطلب المتوقع على خدمات النقل الجوي.
لكن الطريق نحو هذه الشراكة لم يكن سهلاً تماماً؛ فقد شهدت المفاوضات بعض العثرات، خصوصاً ما يتعلق بتدبير العمليات اللوجستية بمطار أورلي الفرنسي. ومع ذلك، ظل الموقف المغربي ثابتاً، مُصراً على مبدأ المعاملة بالمثل، خاصة أن شركات الطيران الفرنسية لا تواجه تعقيدات مماثلة في المطارات المغربية.
ورغم هذا التوجه نحو إيرباص، فإن العلاقة مع “بوينغ” لم تُطوَ بعد، إذ واصلت “لارام” تعزيز أسطولها البعيد المدى بطائرات “787-9 دريملاينر”، وآخرها تم تسلمه في نوفمبر 2024، ما رفع عدد هذا الطراز إلى عشر طائرات.
الرسالة التي تبعث بها الخطوط الملكية واضحة: مرحلة جديدة تلوح في الأفق، تقوم على تنويع الشركاء، وتوسيع الآفاق، ورفع التحديات بخيارات محسوبة وذات بعد استراتيجي.