لم يكن مساء السبت عادياً في مدينة بركان. وبين فرحة الانتصار على سيمبا التنزاني بثنائية نظيفة، وغضب الجمهور البركاني من قرارات تحكيمية مثيرة، عاش ملعب بركان البلدي ليلة استثنائية، كان من بين أبرز حضورها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الذي تابع اللقاء من إحدى المقصورات الرسمية، على أعصابه.
لقجع في المدرجات.. ومجزرة على الميدان؟
وجود فوزي لقجع، رمز كرة القدم المغربية وصاحب الكلمة الوازنة قارياً، لم يمنع ما اعتبره كثيرون “مجزرة تحكيمية” في حق نهضة بركان، الذي حُرم من ضربتي جزاء واضحتين، في ظل غياب شبه كلي لتقنية الفيديو (VAR)، رغم أن المباراة تُلعب في نهائي قاري يفترض فيه الحد الأدنى من العدالة التكنولوجية.
رسائل غير مباشرة على هامش اللقاء
المباراة، ورغم طابعها الرياضي، لم تمر دون رسائل رمزية. فبركان، ممثل المغرب في نهائي إفريقي، قدّم صورة مشرقة للكرة الوطنية، في وقت لا يزال فيه البعض من داخل البلاد يُروّج – بوعي أو بدونه – لأطروحات خصوم الوطن. وكان الجواب ميدانياً: انتصار كروي، وانضباط جماهيري، وتشبث بالروح الرياضية رغم الظلم التحكيمي.
المخرج المغربي… والتسلل المثير
في مشهد لا يخلو من المفارقة، أعاد المخرج التلفزيوني للقاء، لقطة تسلل على اللاعب المغربي يوسف مهري، في وقت يتجاهل فيه بعض مخرجي المباريات في دول أخرى مثل هذه اللقطات حين تكون ضد فرق بلدانهم.
سلوك اعتبره بعض المتابعين دليلاً على حياد الإعلام المغربي، وإن كان ذلك أحياناً على حساب مصلحة فرقه.
ومع كل ما رافق اللقاء من جدل، يبقى الأهم أن نهضة بركان خرجت منتصرة وبأداء مقنع، واضعة قدماً أولى في منصة التتويج، قبل موقعة الإياب يوم 25 ماي الجاري بتنزانيا، حيث ستكون كل الأنظار موجهة إلى صافرة الحكم… وعدسة الـVAR إن وُجدت.