أنهك الجفاف الذي يعرفه المغرب في السنوات الأخيرة المحاصيل الزراعية، وتسبب في ضعف الإنتاج الحيواني، ما أدى إلى رجة في الميزان التجاري للمنتجات الغذائية.
في هذا السياق، قال نزار بركة وزير التجهيز والماء، خلال عرض قدمه أمام مجلس المستشارين، إن توالي سنوات الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة القياسية، ساهما في فقدان المغرب لأكثر من مليون و500 ألف متر مكعب من مياه السدود كل يوم بسبب التبخر.
ولفت الوزير إلى أن مخزون المغرب خلال 70 سنة الماضية، والذي كان يقدر كل سنة بــ 11 مليار متر مكعب، تراجع خلال الأعوام الماضية إلى 8 مليار متر مكعب، لتصل خلال الثلاث سنوات الأخيرة إلى 3 مليار متر مكعب فقط.
وأكد بركة، أن نسبة ملء السدود تراجعت إلى 23 بالمائة، بعدما كانت في السابق 31 بالمائة، وشدد الوزير أن سد الوحدة، الذي كان يتلقى خلال الأشهر الأولى من سنة فلاحية متوسطة 400 مليون متر مكعب، لم يتلق خلال هذه السنة سوى 11 مليون متر مكعب من المياه.
وعن الحلول المرتقبة، شدد وزير التجهيز، أن المغرب عمد إلى وضع استراتيجية محكمة لمواجهة هذه التحديات، من خلال التسريع في عملية إنجاز السدود، كسد تيداس بإقليم الخميسات والتي تجري فيه الاشغال، وسد ظهر العصمة بإقليم بن سليمان، وسد بوخميس الذي سيكون جاهزا خلال سنة 2028.
وشدد المتحدث، أن عملية ربط الأحواض المائية تدخل ضمن هذه الإستراتيجية، حيث تم ربط حوض أبي رقراق بحوض سبو، التي مكنت من نقل 115 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما جعلنا نتفادى قطع المياه على سكان مدينة الرباط وسكان شمال الدار البيضاء.
وزاد الوزير أن اعتماد المغرب استراتيجية تحلية مياه البحر، من خلال إنشاء مجموعة من المحطات، مكن من تزويد عدد من المدن بصفة جزئية بالماء الصالح للشرب، حيث أن مدينتي آسفي والجديدة، اللتان تصل نسبة تزويدهما بالماء الصالح للشرب عن طريق تحلية مياه البحر إلى 60 بالمائة، والتي قد تصل إلى 100 بالمائة خلال الأشهر القادمة.
ونوه الوزير بمشروع إنشاء محطة لتحلية المياه بالدار البيضاء الكبرى والتي ستكون جاهزة سنة 2027، حيث سيمكن هذا المشروع من نعبئة 200 مليون متر مكعب تنضاف إليها 100 مليون متر مكعب سنة 2028.
في السياق نفسه، أوضح الوزير أنه من بين الخطوات التي اتخذت لتقنين استعمال المياه، انشاء العديد من محطات معالجة المياه العادمة، بغرض استعمالها في سقي المساحات الخضراء.
ويذكر أن الجفاف تسبب في زيادة أثمنة العديد من المواد الاستهلاكية التي يستعملها المغاربة بشكل يومي، خاصة أثمنة الخضر والفواكه، إلى جانب اللحوم التي عرفت بدورها ارتفاعا صاروخيا.