تفرض تطورات الحالة الوبائية بالمغرب، وارتفاع أعداد المخالطين للمصابين بفيروس “كورونا”، وتسجيل حالات الإصابة المؤكدة بفيروس “كوفيد19” بين المخالطين وسط البؤر العائلية، الى وضع استراتيجية جديدة تمكن وزارة الصحة من ترصد وتتبع الحالات المشتبه في حملها للفيروس، بالاستعانة بتقنيات حديثة ووسائل تكنولوجية استعملتها دول تمكنت من محاصرة الفيروس باسيا، عبر تسخير تقنيات التتبع ب”GPS”، ومتابعة المخالطين عبر ارقام الهواتف، بعدما كشفت الوزارة، أن إجمالي عدد المخالطين منذ ظهور الوباء بالمملكة ارتفع إلى 8664 مخالطا، حيث تأكدت إصابة 504 منهم بين إجمالي الإصابات المؤكدة.
وتفرض استعمال التقنيات لمحاصرة انتشار الفيروس، وتطوير عمليات الرصد والمراقبة، باستغلال معطيات عدد الهواتف الذكية بالمغرب الذي يتجاوز عدد السكان، ب 46 مليون اشتراك في الهواتف المحمولة، حيث أن معدل تغلغل الهاتف النقال في المغرب يتجاوز 130.73 بالمئة، معطيات تمكن وزارة الصحة ووزارة الداخلية من تتبع صحي للمخالطين.
وجاءت التطورات الحالية، بعدما رفعت وزارة الصحة من عدد الكشف المخبري على المخالطين للمصابين بفيروس كورونا، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عدد الحالات المؤكدة، علما أن التحاليل الطبية لا تشمل جميع المخالطين الذين يصل عددهم إلى 8 آلاف مخالط. ويرتفع هذا الرقم يومياً؛ وهو ما يثير قلقاً من إمكانية نشر المخالطين للعدوى، خصوصا أن هناك أشخاصا لا تظهر عليهم أي أعراض كما كشف عن ذلك مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض.
ودعا خبراء الى أن عملية تحديد مخالطي الحالات سريعاً ومراقبتهم عن كثب واجراء التحاليل عليهم تعدّ فعالة لاحتواء انتشار كوفيد-19 وسط الأسر والمجتمع؛ الأمر الذي انتبهت إليه وزارة الصحة لتقوم بالكشف المخبري على أكبر عدد ممكن من المخالطين.
و كانت سياسة وزارة الصحة تتجلى في إجراء الكشف المخبري فقط على المخالطين الذين تظهر عليهم أعراض كورونا، حيث تقوم الأطر الطبية بتقييم حالة المخالط المباشر للمريض، وإذا كانت لا تظهر عليه أي أعراض لا تجرى له اختبار الكشف، بل يتم الاكتفاء بتوجيه تعليمات إلى الشخص المخالط بضرورة اتباع العزل الصحي المنزلي، وفي حالة ظهور عليه أي أعراض مستقبلا عليه أن يتصل بالوحدات الطبية المخصصة لذلك.
ويبدو أن هذه الطريقة لم تجد نفعاً في احتواء رقعة انتشار الفيروس، لا سيما مع الحالات التي لا تظهر عليها أي أعراض، وبالتالي يمكن أن تنقل العدوى خصوصا في المحيط الأسري؛ وهو ما دفع الوزارة إلى رفع مستوى الكشف المخبري لدى المخالطين ومحيطهم دون انتظار ظهور أعراض مرضية.
وكشف محمد اليوبي، مدير الأوبئة بوزارة الصحة، عن فترة حضانة فيروس كورونا في المغرب، مشيرا إلى أن المعدل المتوسط لحضانة الفيروس بالمملكة تم تحديده في 6 أيام.
وأوضح اليوبي، أن “مدة حضانة الفيروس المتوسطة، وهي الفترة التي تفصل بين اللقاء الذي يعتبر عرض الشخص للعدوى ووقت ظهور علامات المرض، تم تحديدها في ستة أيام”.
وأورد اليوبي أن “هناك حالات في المغرب سجلت فيها فترة حضانة للفيروس لم تتجاوز يوما واحدا، وحالة أخرى 15 يوماً، وهو نفس ما تؤكده المعطيات الدولية”.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن فترة حضانة “كوفيد 19” تتراوح ما بين يوم واحد و14 يوماً، وعادة ما تستمر خمسة أيام.
وكشف اليوبي، في تصريحه، أن جميع الجهات بالمغرب سجلت حالات وفيات وشفاء، باستثناء جهة العيون الساقية الحمراء وجهة كلميم واد نون والداخلة وادي الذهب، بالإضافة إلى عدم تسجيل جهة درعة تافيلالت لأي حالة وفاة.
وارتفعت نسبة الحالات المحلية إلى 90 في المائة، والوافدة تراجعت إلى 10 في المائة، بحكم أن الحالات المستوردة سجلت خلال الفترات الأولى من الوباء، يوضح مدير الأوبئة.
ولم تتغير الحالة الصحية للمصابين في المغرب، قائلا أن 15 في المائة لم تكن تظهر عليهم أي علامات مرضية، و70 في المائة منهم حالاتهم بسيطة وعادية، بينما 15 في المائة وضعيتهم الصحية حرجة ومتقدمة.
وأفاد أن “متوسط عمر المصابين في المغرب يتراوح ما بين 47 و48 سنة”، الذي كشف أن إجمالي عدد المخالطين منذ ظهور الوباء بالمملكة ارتفع إلى 8664 مخالطا، تأكدت إصابة 504 منهم بين إجمالي الإصابات المؤكدة