وصف خوسيه بونو وزير الدفاع الإسباني الأسبق، أمس الأحد، في مقابلة تلفزيونية مع القناة السادسة الإسبانية، الإساءة للعلاقة مع المغرب انتحار، كاشفا في حديثه، ” أنا كنتُ وزيرًا للدفاع ورئيسًا للمخابرات، وبفضل المملكة المغربية لقد تمكنّا في إسبانيا من إلقاء القبض على العديد من الإرهابيين المتطرفين، وبفضل المغرب تمكنا أيضا من منع الهجمات المميتة” وأضاف مؤكدا”أشهد أن هذا هو الحال”، قال إنه لن “يثني على أي عمل غير إنساني من قبل الحكومة المغربية، لكن الرغبة في التعامل بشكل سيء مع المغرب، وعدم الرغبة في الاعتراف بما هو جيِّد لإسبانيا يبدو لي انتحارا”، و فيما يتعلق بأفعال الجنود الإسبان، دافع بونو عن أن “إسبانيا تعلم أن أحد أفضل الأشياء التي يقوم بها الجيش هو العمل الإنساني”. وقال: “عندما رأينا مشاهد مثل مشهد الحرس المدني وهو ينقذ طفلاً، شعرتُ كإسباني بفخر كبير “.
وكانت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، اضطلعت بدور أساسي في تحديد مكان منفذي هجمات مدريد، التي خلفت 162 قتيلا وأكثر من 1800 مصاب، وفي الجارة الأيبيرية، ما فتئت الشرطة الوطنية الإسبانية والحرس المدني يثمنان جودة التعاون مع الأجهزة المغربية لتحقيق نفس الهدف، المتعلق بمكافحة التهديد الإرهابي، بشكل دؤوب، وقد أثمر هذا التعاون المستمر تفكيك مشترك في إسبانيا والمغرب منذ عام 2014 ، مع الشركاء الإسبان، لعشرات الفروع السورية-العراقية التي كانت تستهدف المملكتين.
وكان خالد الزروالي، الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية، اكد أن السلطات المغربية أجهضت نحو 74 ألف محاولة للهجرة غير النظامية باتجاه أوروبا في سنة 2019، موضحا ” أن المغرب عزز إجراءاته لمكافحة شبكات تهريب البشر، “على اعتبار أن الضغط الذي سجلناه في سنتي 2017 و2018 ظل قائما، وأضاف الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية: “أنهينا السنة بحصيلة جد إيجابية، إذ تمكننا من تقليص عدد الواصلين إلى السواحل الإسبانية بنحو 60 في المائة؛ لكن ذلك لا يعني أن الضغط على سواحلنا تراجع، فقد تمكنت أجهزتنا الأمنية من إحباط نحو 74 ألف محاولة للهجرة غير النظامية باتجاه إسبانيا؛ مقابل 89 ألفا في سنة 2018، وزاد الزروالي: “يجب أن نذكر بأن موجات الهجرة تلك غيرت، منذ بضع سنوات، طريقها المركزية عبر ليبيا لتتجه نحو المغرب، علاوة على ذلك تمكننا من تفكيك 208 شبكات لتهريب البشر مقابل 229 في سنة 2018”.
وظل المغرب يعتمد لسنوات طويلة على إمكانياته الخاصة، و”ما بين 2004 إلى 2015/2016 استطعنا الحد من موجات الهجرة نحو إسبانيا بأكثر من 90 في المائة؛ لكن الضغط تزايد في سنة 2018، وأطلقنا تعاونا نعتبره اليوم إيجابيا مع شريكنا الاتحاد الأوروبي، واسترسل مدير الهجرة: “تجلى هذا التعاون في تقديم دعم مالي بقيمة 140 مليون يورو سنة 2019. وقد وقعنا، مؤخرا، اتفاقا آخر بقيمة 100 مليون يورو. هذه بداية جيدة بما أنها ستمكننا من العمل وفق تعاون وثيق؛ بيد أن هذا ليس كافيا، فالمغرب يصرف أكثر مما يتلقى. مع ذلك لدينا تأكيدات من شركائنا الأوروبيين بأننا بصدد العمل في إطار منطق تعاون رابح-رابح”.
وشدد خالد الزروالي على أن “المقاربة الأمنية المغربية لا تستهدف المهاجرين، الذين نعتبرهم ضحايا؛ بل تستهدف على الخصوص شبكات مهربي البشر الذين لا يترددون في استغلال هشاشة المهاجرين. إنهم يستغلونهم، ولا يكفون عن طلب المزيد المال من عائلاتهم”.
وتمكن المغرب من تفكيك 208 شبكة لتهريب البشر مقابل 229 في سنة 2018، حيث أشار الزروالي إلى أن “المغرب ظل يعتمد لسنوات طويلة على إمكانياته الخاصة، وما بين 2004 إلى 2015/2016 استطعنا الحد من موجات الهجرة نحو إسبانيا بأكثر من 90 بالمئة”، و اعتبر أن “الضغط تزايد في سنة 2018 وأطلقنا تعاونا نعتبره اليوم إيجابيا مع شريكنا الاتحاد الأوروبي. وتجلى هذا التعاون في تقديم دعم مالي بقيمة 140 مليون يورو سنة 2019، حيث وقع المغرب اتفاقا بقيمة 100 مليون يورو.
و ساهمت أجهزة الاستخبارات المغربية في تفكيك شبكة إجرامية في بلجيكا، في أعقاب تفكيك شبكة بلعيرج الدولية في دجنبر 2008، من قبل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على خلفية اعتقال أكثر من ثلاثين عنصرا على صلة بتنظيم “القاعدة” و”الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة” و”الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا “الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي أضحت فرعا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بالإضافة إلى حيازة عدة أسلحة، تشمل بندقيات كلاشينكوف، ومسدسات رشاشة في الدار البيضاء والناظور. كما مكنت قضية بلعيرج من كشف ملابسات قتل ستة أشخاص على التراب البلجيكي.
ومكنت معلومات وفرها المغرب المحققين الفرنسيين من تتبع مسار عبد الحميد أباعود ، الذي قاد الهجمات الإرهابية في 13 نونبر 2015 في باريس، والتي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية. وقد أخطرت الأجهزة المغربية المخابرات الفرنسية، برصد ، في فرنسا، المدبر المفترض لهجمات باريس وسان دوني، ما مكن من تحييده .
وتمكنت الأجهزة الأمنية المغربية من تعقب أباعود الذي ظل مختبئا لمدة أربعة أيام التي أعقبت هجمات باريس، التي نسقها ونفذها، والذي ساعدته قريبته حسناء آيت أبو لحسن ، على الاقامة في شقة في سان دوني. وقتل أباعود وشريكته في هجوم شنته الشرطة الفرنسية بناء على معلومات استخبارية قدمتها الأجهزة المغربية، وهو الامر الذي حال دون وقوع المزيد من المجازر ضد أهداف أخرى في العاصمة الفرنسية.