كشف وزير الداخلية الإسباني، أن التعاون المغربي الإسباني في المجال الأمني لمحاربة الإرهاب، مكن الأجهزة الأمنية المشتركة من الدخول في 20 عملية أمنية مشتركة لمكافحة الإرهاب منذ 2014، حيث أشاد الوزير بالتعاون القائم بين بلاده والمغرب في مجال محاربة الهجرة السرية والإرهاب، فيما اكد عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، أن لقاءه مع نظيره الإسباني شكل مناسبة لتقييم التعاون بين المملكتين خلال السنة الماضية وآفاق التعاون بالنسبة للعام المقبل وأبرز لفتيت “الانسجام التام” بخصوص أغلب النقاط التي تطرق إليها الطرفان، مؤكدا على مواصلتهما العمل معا من أجل تعاون في جميع المجالات التي تهم البلدين.
وأوضح المسؤول الإسباني ، عقب مباحثات مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، أن البلدين تمكنا من تقليص موجات الهجرة السرية بأزيد من خمسين بالمائة، وذلك بفضل “التعاون المهم” بينهما في محاربة منظمات الاتجار بالبشر، موضحا ” قيام الجانبين بعدد من عمليات الإنقاذ في عرض البحر لمرشحين للهجرة السرية، مشيرا إلى أن المغرب وإسبانيا يعتمدان أيضا مقاربة وقائية من خلال تفكيك عدد هام من شبكات الجريمة والهجرة السرية.
وأشار وزير الداخلية الإسباني، إلى الجهود المبذولة من أجل ضمان الأمن في كلا البلدين من خلال محاربة ترويج بالمخدرات والمنظمات الإجرامية، مؤكدا في لقاءه التاسع في أقل من سنتين مع وزير الداخلية المغربي، أن ” عمل اللجان المشتركة لمتابعة جميع الاتفاقيات تعمل بشكل يومي”.
وكان الملك فليبي السادس، أكد ” على أهمية علاقات الصداقة المتميزة التي تجمع إسبانيا بالمغرب و”الإمكانات الهائلة” المتاحة للتعاون الثنائي، حيث قال الملك فليبي السادس في خطاب ألقاه الأربعاء خلال حفل استقبال أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بمدريد ومن ضمنهم كريمة بنيعيش سفيرة المغرب بإسبانيا “إن زيارتنا الرسمية التي قمنا بها إلى المغرب في شهر فبراير 2019 شكلت اعترافا وشهادة أخرى على الصداقة العريقة التي تجمع بين بلدينا والإمكانيات الهائلة للتعاون الثنائي”.
واستعرض الملك فليبي السادس خلال هذا الحفل الخطوط العريضة للسياسة الخارجية للحكومة الائتلافية الجديدة التي تستهدف دعم وتعزيز ” إسبانيا الحديثة والديموقراطية والمتضامنة من خلال اقتصاد منفتح ومجتمع متسامح”، مشيرا إلى أن منطقة المغرب العربي تشكل بحكم قربها والمصالح المشتركة بعدا أساسيا في العمل الدبلوماسي الخارجي لإسبانيا.
وجدد فليبي، التأكيد على إرادة إسبانيا ورغبتها في دعم وتعزيز علاقات التعاون مع العديد من الدول في المنطقة المغاربية وتقوية وجودها في الأسواق الآسيوية مشددا على التزام بلاده ” لفائدة السلام والأمن الدوليين ” واتجاه إفريقيا باعتبارها ” قارة المستقبل “.
وحول قضايا الهجرة أكد العاهل الإسباني على أهمية وضرورة اعتماد ” سياسة أوربية حقيقية حول الهجرة واللجوء” ترتكز على الحوار والتعاون مع بلدان المنشأ وبلدان عبور المهاجرين وتعمل على دعم وتعزيز “التعاون في مجال التنمية ” ومكافحة مافيات تهريب والاتجار في البشر ، وأضاف أن إسبانيا ستعطي الأولوية لـ”الدبلوماسية الوقائية وللوساطة والدبلوماسية الإنسانية”، مشيرا إلى أن تكريس والدفاع عن حقوق الإنسان يشكل العنصر المحوري والأساسي في العمل الدبلوماسي للولاية التشريعية الحالية.