أكدت ندوة نظمت ، ضمن فعاليات إكسبو دبي 2020 ، لمناقشة “تحديات تنامي السكن العشوائي” على المستوى العالمي ، أن 61 دولة عبر العالم ، يعيش ما يزيد عن 30 في المائة من سكانها في أحياء فقيرة . واعتبرت بعض المداخلات التي شارك فيها خبراء من الأمم المتحدة والبنك الدولي ، أن تسارع وتيرة التوسع الحضري غير المنظم، والضغط غير المسبوق على البنية التحتية الحضرية ، قد يحد من القدرة على تقديم الخدمات الأساسية ، ويجعل تلك التجمعات العشوائية عرضة لتفشي الأمراض. وقالت ميمونة محمد سومر ، رئيسة مشروع ترقية الأحياء الفقيرة التابع للأمم المتحدة في مداخلة لها ، ” قبل 20 عاما، اتضح لنا أن ما يقرب من مليار شخص ، يعيشون في أحياء فقيرة ، ومن المحتمل جدا أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2050 ، في حال لم يتم اتخاذ أي إجراءات جدية اليوم”.
وأشارت سومر إلى أن الأبحاث التي أجرتها الأمم المتحدة كشفت أن العشوائيات الأحياء الفقيرة المنتشرة في مدن 61 دولة ، يوجد فيها واحد من بين ثلاثة أشخاص ، يعيشون في ظروف غير سليمة على المستوى الصحي .
وقالت، “إكسبو دبي 2020 ، هو نقطة انطلاق لخارطة الطريق ، لأننا إن لم نفعل شيئا لحل هذه المسألة فإنه بحلول عام 2050 ، سيعيش 70 في المائة من سكان الكوكب في المدن، بينما يسكن ثلاث مليارات شخص في الأحياء الفقيرة ، أي ثلاثة أضعاف عدد العام الحالي” .
وأكدت ميمونة ، أن فيروس كورونا ، كان بمثابة ” ناقوس خطر لنا بشأن الأماكن العشوائية ، والأحياء الفقيرة غير المؤهلة، وأن الأشخاص الذين يعيشون في العشوائيات ، عرضة لعيش حياة أقصر ، بسبب عدم وجود منازل آمنة لهم ، كما أنهم سيكونون أقل قدرة على التكيف مع التغيرات “.
وعقدت المسؤولة الأممية ، آمالا على مبادرة “الميل الأخير” ، التي ترى أنها رحلة ترتبط ، بشكل وثيق، بالسياسات والآليات الحكومية ، والأطر المالية، وبالاستراتيجية وآلية التنفيذ ، في سبيل الوصول إلى حل مناسب على الصعيدين الثقافي والاجتماعي ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة القائمة على حقوق الإنسان.
من جانبه ، اعتبر إدواردو مورينو ، رئيس قسم المعرفة والابتكار في برنامج (موئل الأمم المتحدة) ،أن المسألة لا تتعلق بالفقر ، بقدرما تتعلق بعدم المساواة ، وقال إن “ما يقرب من 25 إلى 30 في المائة من الأشخاص الذين يعيشون في العشوائيات ، ليسوا فقراء وفقا للمعايير المحلية، ولكنهم يعيشون في أحياء فقيرة بسبب خيارات تتعلق بالفرص وسهولة المواصلات “.
لكن ، يضيف المتحدث ، النقص في المرافق ، والمياه النظيفة ، وعدم وجود بنية تحتية للصرف الصحي، يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات ، مما يدعو الحكومات إلى إيجاد حلول مبتكرة لهذه المشاكل التي تعاني منها المدن.
أما سامح وهبة، مدير قطاع الممارسات العالمية لإدارة المخاطر الحضرية ومخاطر الكوارث ، والقدرة على التكيف والأراضي بالبنك الدولي ، فيرى أن التكنولوجيا ، يمكن أن تساعد في حل بعض التحديات المتعلقة بالعشوائيات ، لكن لا يمكن أن تكون بديلا عن الحوكمة في المدينة .
واعتبر أن إدارة المدن بشكل جيد، تتطلب وجود نظام ، ومؤسسات تمكن في النهاية من استخدام تلك التكنولوجيا للتخطيط بشكل أفضل ، وتقديم خدمة أفضل ، وتوفير فرص أفضل للمواطنين