وجهت فرق ومجموعة المعارضة بمجلس النواب، مراسلة إلى رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، تطالب فيها بعقد إجتماع عاجل بحضور وزير الخارجية ناصر بوريطة، وطالبت المعارضة، بحضور بوريطة لمساءلته حول موضوع ” وضعية المواطنين المغاربة المقيمين في أوكرانيا والإجراءات التي سيتم اتخادها لتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن”.
وأوضحت المعارضة، أن عقد الاجتماع يأتي على خلفية البلاغ الذي أصدرته السفارة المغربية بالعاصمة الأوكرانية كييف، والذي يدعو المواطنين المغاربة الموجودين هناك بالمغادرة حرصا على سلامتهم، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة، وقالت المعارضة في ذات الطلب إن المواطنين الموجودين بأوكرانيا يعيشون وضعا مقلقا بسبب الصعوبات المادية التي يواجهونها في توفير مصاريف المغادرة والإجلاء، باعتبار جلهم طلبة محتاجين للمساعدة المادية.
وحطت صباح الثلاثاء بمطار طنجة ابن بطوطة الدولي طائرة تقل 99 طالبا مغربيا يتابعون دراساتهم بأوكرانيا ، تم إجلاؤهم على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية، وأمنت طائرة تابعة لشركة “العربية للطيران” رحلة مباشرة بين عاصمة أوكرانيا كييف و مدينة طنجة، حيث أقلعت على الساعة 5:10 صباحا بالتوقيت المحلي لأوكرانيا من مطار كييف بوريسبيل، وحطت بمطار طنجة ابن بطوطة على الساعة 9:15 بتوقيت المغرب.
وكانت شركة ” العربية للطيران ” قد أعلنت على حسابها بموقع تويتر، الاثنين، عن تأمين رحلة إجلاء للمغاربة المقيمين في أوكرانيا تربط بين كييف وطنجة الثلاثاء، مشيرة إلى أنها ستبرمج رحلات أخرى في الأيام المقبلة، وقد تم إخضاع العائدين على متن هذه الرحلة إلى فحوصات طبية بمطار طنجة ابن بطوطة للكشف عن فيروس كورونا المستجد، تماشيا مع البروتوكول الصحي المعمول به.
وأكد عدد من الطلبة العائدين على متن الرحلة، في تصريحات استقتها القناة الإخبارية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إجراءات الخروج من مطار كييف بوريسبيل وإجراءات الدخول بمطار طنجة ابن بطوطة مرت بشكل “سلس” ، موضحين أن ظروف الرحلة كانت جيدة، وتابعوا أن عددا من الطلبة فضلوا العودة إلى المغرب والحرص على متابعة الدراسة عن بعد بسبب الأجواء المتوترة بأوكرانيا ، والتي كانت “مبعث قلق بالنسبة لعائلات الطلبة المغاربة بأوكرانيا.
وكانت سفارة المملكة المغربية المغربية أعلنت بكييف، أنه في ظل الوضع الحالي، فإنها توصي المواطنين المغاربة المتواجدين في أوكرانيا بمغادرتها حرصا على سلامتهم، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة، كما دعت السفارة المواطنين المغاربة الراغبين في السفر إلى أوكرانيا إلى تأجيل سفرهم في الوقت الراهن.
و وجهت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن تحالف فدرالية اليسار سؤالا كتابيا إلى ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بخصوص الإجراءات المتخذة لاجلاء المغاربة من أوكرانيا ، وقالت النائبة البرلمانية في سؤالها ” في ظل هذه الوضعية المنذرة بنشوب حرب بين روسيا واوكرانيا، ما هي الاجراءات المستعجلة التي تعتزمون اتخاذها لاجلاء المواطنين المغاربة؟ وماهي التدابير والحلول الممكن اتخاذها، من أجل تمكين الطلبة المغاربة، العائدين، من متابعة دراساتهم داخل وطنهم، في انتظار استتباب الوضع بأوكرانيا”.
و تتوالى الدعوات من دول أخرى لمواطنيها لمغادرة البلاد على الفور، وسط طبول الحرب التي تقرع هناك، والحديث عن غزو روسي وشيك “قد يحدث في غضون أسبوع، وربما خلال اليومين المقبلين”، حسب إعلان البيت الأبيض الأخير، وقالت السفارة الأميركية في أوكرانيا، إن وزارة الخارجية أمرت موظفيها غير الأساسيين بمغادرة أوكرانيا وسط تصاعد التوتر مع روسيا.
وذكرت السفارة على تويتر “على الرغم من خفض عدد الموظفين الدبلوماسيين، سيواصل الفريق الدبلوماسي الأساسي وزملاؤنا الأوكرانيون ووزارة الخارجية والموظفون الأميركيون في أنحاء العالم الجهود الدبلوماسية وجهود المساعدة الدؤوبة، لدعم أمن أوكرانيا وديمقراطيتها ورخائها”.
و باشرت روسيا بخفض وجودها الدبلوماسي في أوكرانيا، مؤكدة أنها تخشى “استفزازات” من جانب السلطات الأوكرانية أو “بلد آخر”، وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان “خوفاً من استفزازات محتملة من نظام كييف أو دول أخرى، قررنا بالفعل ترشيد الطواقم في بعثات روسية في أوكرانيا”، وتابعت حسب “فرانس برس”، “نظراً لنفوذ واشنطن ولندن الكبير على كييف، نعتبر أن زملاءنا الأميركيين والبريطانيين على علم ببعض التحركات التي يُعَدّ لها في أوكرانيا، التي من شأنها تعقيد الوضع كثيراً في مجال الأمن”.
و قال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي، لقناة سكاي نيوز الإخبارية، إن المواطنين البريطانيين الذين يختارون البقاء في أوكرانيا عليهم ألا يتوقعوا أي إجلاء عسكري إذا اندلع صراع مع روسيا، وأضاف حسب “رويترز” “ينبغي للمواطنين البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة، وعليهم ألا يتوقعوا، مثل ما حدث في الصيف في أفغانستان، أن يكون هناك احتمال لأي إجلاء عسكري”، وذكر هيبي أنه لم يُتَّخَذ أي قرار بعد بشأن الوجود الدبلوماسي البريطاني في أوكرانيا.
و دعت كل من ألمانيا ونيوزيلندا وأستراليا والكويت والعراق والجزائر وكندا والدنمارك والنرويج وهولندا وإيطاليا وليتوانيا والسعودية مواطنيها في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد، بأسرع ما يمكن، حفاظاً على سلامتهم، فيما أعلنت إسرائيل سحب دبلوماسييها منها، في حين نصحت تركيا مواطنيها بعدم السفر إلى شرق أوكرانيا.