أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الأحد أن الدولة العبرية “ملتزمة” بالمحافظة على الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى، حيث تجددت الصدامات مؤخرا بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وتلي تصريحاته وقوع مواجهات متكررة بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية في باحات الأقصى منذ منتصف الشهر، في وقت تزامن شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي.
وجاءت المواجهات على وقع أعمال عنف أوسع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة أسفرت منذ أواخر آذار/مارس عن مقتل 38 شخص ا.
وقال لبيد “يصلي المسلمون في جبل الهيكل، بينما يكتفي غير المسلمين بزيارته”، مستخدما التسمية اليهودية لحرم المسجد الأقصى.
وأضاف “لا يوجد تغيير ولن يكون هناك أي تغيير – لا خطة لدينا لتقسيم جبل الهيكل بين الأديان”.
ولطالما اتهم مسؤولون فلسطينيون وناشطون، إسرائيل، بالسعي لتقسيم الأقصى إلى قسمين يهودي ومسلم أو تقسيم أوقات الزيارة، كما هو الحال في موقع مقدس آخر في مدينة الخليل المجاورة.
وأعربوا عن غضبهم من توغل متكرر لقوات الأمن الإسرائيلية في حرم الأقصى.
لكن لبيد حم ل مسؤولية تجدد التوتر في الموقع إلى “إرهابيين” يحاولون تأجيج العنف.
وقال “تحاول منظمات إرهابية خطف المسجد الأقصى من أجل إشعال العنف في القدس وإثارة نزاع عنيف يمتد منها الى أنحاء البلاد”.
وات هم حركتي حماس والجهاد الإسلامي بإرسال “متطرفين” بحوزتهم أسلحة ومتفجرات لاستخدام الأقصى “كقاعدة للتحريض على أعمال شغب عنيفة”.
وأضاف “قاموا بذلك من أجل التسبب باستفزاز، لإجبار الشرطة الإسرائيلية على دخول المسجد وإخراجهم.. السبب الوحيد الذي دفع الشرطة لدخول المسجد في الأسابيع الأخيرة هو لإخراجهم”.
وأشار لبيد أيض ا إلى أن إسرائيل ملتزمة بالسماح للمسلمين بالصلاة في المكان، لافت ا إلى أن مئات آلاف المسلمين قاموا بذلك خلال شهر رمضان.
وأثارت الاشتباكات في القدس الشرقية مخاوف من نشوب صراع مسلح آخر مماثل للحرب التي استمرت 11 يوم ا العام الماضي بين إسرائيل وحماس.
وأعلنت اسرائيل السبت نيتها منع فلسطينيي غزة من العمل على أراضيها اعتبارا من الأحد حتى إشعار آخر في إجراء انتقامي اتخذته بعد إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ من القطاع.
وسيؤثر قرار إغلاق معبر إيريز أو بيت حانون، وهو الوحيد لتنقل الأفراد بين قطاع غزة والأراضي الاسرائيلية على آلاف الفلسطينيين في القطاع الفقير الذي يخضع لحصار اسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما.
مساء الجمعة والسبت أطلقت ثلاثة صواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس باتجاه الأراضي الإسرائيلية من دون أن تسبب إصابات.
ومنذ الإثنين، أطلقت صواريخ عدة ردت عليها اسرائيل بغارات جوية على قطاع غزة. ولم تسجل إصابات واعترضت الدرع الصاروخية الاسرائيلية معظم القذائف.
واعتبر مدير قسم الشرق الأوسط في معهد “هيربيرت س. كيلمن” أوفير زالزبرغ أن الفلسطينيين مستاؤون من تقارير على شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن إسرائيل قررت تقسيم مجمع المسجد الأقصى.
وأضاف “الخوف موجود وهو مهم جد ا (…) سواء كان ذلك صحيح ا أم لا”، متابع ا “علينا أيض ا أن نسأل أنفسنا لماذا لديهم هذا التصور وما الذي كان يمكن أن يمنع ذلك”.
ورأى أن حركة حماس منقسمة بين قيادتها في غز ة التي تريد الابتعاد عن التصعيد بعد أن طاولتها الضربات الإسرائيلية خلال حرب العام الماضي.