سلطت سفارة جمهورية الأرجنتين بالمغرب، أمس الخميس بالرباط، الضوء على الروابط بين الثقافتين الأرجنتينية والعربية، وذلك من خلال تكريم الكاتب خورخي لويس بورخيس الذي تشبعت أعماله بتأثير الأدب العربي، لاسيما المغاربي.
وتم تسليط الضوء على كتابات هذه الشخصية الأدبية الأرجنتينية ذات الشهرة العالمية خلال ندوة بعنوان “بورخيس والمغرب”، نظمها “الفضاء الأرجنتيني المغاربي خورخي لويس بورخيس”، في إطار مبادرة للتمثيليات الدبلوماسية للأرجنتين بكل من المغرب وتونس ومصر، بهدف نشر الثقافة الأرجنتينية وإعادة الألق للثقافة العربية وإعادة اكتشافها.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح سفير الأرجنتين بالمغرب، راؤول إغناسيو غواستافينو،، أن هذا الحدث يهدف إلى تقاسم خبرة الكاتب الغنية ومعرفته الواسعة بالمغرب والعالم العربي بشكل عام، من خلال كتاباته التي تحيل، غالبا، على الأعمال الكلاسيكية العربية من قبيل “ألف ليلة وليلة” أو على كبار كتاب اللغة العربية.
وأشار السفير الأرجنتيني إلى أن الهدف من هذا الحدث يتمثل كذلك في “مد الجسور بين كل من الأرجنتين وأمريكا اللاتينية والمغرب والمغرب الكبير، لأننا نتقاسم العديد من الجذور والتراث الثقافي الهائل”.
وأضاف الديبلوماسي أن “صون ذاكرة خورخي لويس بورخيس وتضمين مؤلفين أرجنتينيين وأمريكيين لاتينيين آخرين في هذا الفضاء هي المهمة التي اقترحناها من خلال هذا الحدث، وسنقدم أنشطة أخرى في هذا الاتجاه إذا سمحت قيود الوباء بذلك”.
من جهته، أكد منسق “الفضاء الأرجنتيني المغاربي، خورخي لويس بورخيس”، سانتياغو دي لوكا، وهو كذلك مدير مجلة “سوريس” ، أن هذه الندوة تتوخى إبراز العلاقة القائمة بين أدب بورخيس والمغرب والعالم العربي.
وقال دي لوكا “نحاول بناء جسر بين بلدينا اللذين يتمتعان بثقافة غنية جدا ويتقاسمان العديد من نقاط الاتصال “، مشددا على أن بورخيس هو “استعارة مجازية لهذا المشروع الثقافي الذي سيسهم في توحيد البلدان الشقيقة مثل بلدينا”.
وتميزت الندوة، التي أدلى خلالها الكاتب والأكاديمي المغربي عبد الفتاح كيليطو، القارئ الكبير لأعمال بورخيس، بشهادته في هذا الصدد، بمشاركة رئيس المؤسسة الدولية خورخي لويس بورخيس وأرملة بورخيس، والكاتبة الأرجنتينية ماريا كوداما ، عبر تقنية التناظر المرئي، وبحضور عدد من الأكاديميين والسفراء وممثلي قنصليات لمختلف بلدان أمريكا اللاتينية.
يشار إلى أن خورخي لويس بورخيس ولد في بوينس آيرس سنة 1899 وتوفي في جنيف سنة 1986، وكان كاتبا بارزا للروايات والقصائد والمقالات، ويعتبر شخصية رئيسة في الأدب العالمي الناطق باللغة الإسبانية.
كتاباه الأكثر شهرة، “Ficciones” و “El Aleph”، اللذان تم نشرهما في الأربعينيات من القرن الماضي، هما عبارة عن مجموعات قصصية مرتبطة بثيمات خيالية، مثل الأحلام والمتاهات والمكتبات والمرايا والمؤلفين الخياليين والأساطير الأوروبية.
ويتمظهر اهتمام بورخيس بالثقافة العربية في تلقيه لدروس تعلم اللغة العربية وافتتانه بالعالم العربي. كما تركت أسفاره في منطقة المغرب الكبير بصمات على عدة أعمال، من قبيل “الألف” و “أطلس”