تهدد الموجات الثالثة لفيروس “كورونا” الوضع الوبائي بالمغرب، وتظهر المؤشرات القادمة من الدول الأوروبية وقرارات الإغلاق الشامل بمجموعة من المدن الأوروبية خطورة الموجة الثالثة للوباء، كما تساءل مدى فعالية عمليات التلقيح في التصدي للموجات الشرسة الجديدة، وأمام هذه التطورات العالمية للوباء، خرج مجموعة من المهنيين لاستفسار الحكومة والجهات المسؤولة عن قطاعات حكومية، حول واقع الإجراءات الإحترازية في شهر رمضان، حيث أعلنت جميعات المقاهي و المطاعم تخوفها من الإغلاق الليلي و قرارات الحظر التجوال ليلا، منبهين الحكومة من كون قرار الإغلاق ليلا مؤهل لتدمير القطاع بشكل كبير وتكبد المقاولين لخسائر كبيرة.
وارتفعت حدة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، حول القرارات الحكومية المرتقبة لمواجهة أي موجة ثالثة للفيروس، فيما تسائل البعض عن وثيرة التلقيح، موضحين حسب إفادات عدد كبير من المعلقين عن أهمية التلقيح في جعل شهر رمضان المبارك يمر في أجواء عادية وجيدة، لارتباط المغاربة بشعائر دينية من خلال صلاة التراويح بالمساجد، ومسامة ذلك في الحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة.
وكانت اللجنة العلمية بالمكلفة بتتبع الحالة الوبائية في المغرب، أخبرت السلطات الحكومية المكلفة بتنزيل تدابير مكافحة فيروس كورونا المستجد، بضرورة تشديد إجراءات الحجر الصحي بما سيضمن تقليص معدل انتشار مرض “كوفيد19” بين المواطنين ، في وقت نادت فيه الكثير من الهيئات المهنية والمواطنين المتوقفين عن العمل إلى رفع هذه القيود التي أصبحت تهدد مصادر عيشهم وتهددهم بتراكم الديون والإفلاس.
وتوقعت مصادر طبية، إمكانية تشديد الاجراءات الاحترازية مع اقتراب شهر رمضان، وذلك في ظل استمرار تسجيل حالات جديدة مصابة بكوفيد19، مؤكدا أن هذه التدابير من شأنها أن تساهم في ضبط معدل انتشار الفيروس، وذلك عن طريق التقليل من تنقلات المواطنين والزامهم بتفادي التجمعات والاماكن المزدحة.
وكان المجلس الحكومي، قرر تمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية في كافة أرجاء المغرب حتى 10 أبريل 2021، حيث يدخل هذا القرار في إطار الجهود التي تبذلها السلطات المختصة لوقف انتشار جائحة كورونا.
و هدد أرباب المقاهي والمطاعم، بخوض إضراب وطني عن العمل لمدة 48 ساعة، احتجاجا على عدم تجاوب الحكومة للمهنيين والأجراء، والاستمرار في فرض إجراءات مشددة على أنشطتهم رغم تراجع مؤشرات الحالة الوبائية في البلاد، حيث قرر المجلس الوطني للجمعية الوطني لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، خوض إضراب عن العمل لمدة 48 ساعة، سيتم تحديد تاريخه من طرف الكاتبات الجهوية والإقليمية والمحلية لفروع الجمعية.
و لوحت بخوض وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط، للتنديد بـ”التجاهل” الذي تواجه به الحكومة المغربية مطالبهم المتمثلة في رفع مجموعة من القيود عن أنشطة المطاعم والمقاهي وتمديد أوقات العمل إلى ما فوق الثامنة مساء، وتقضي الإجراءات التي تفرضها الحكومة منذ 23 دجنبر الماضي، إغلاق المقاهي والمطاعم والمحلات والمراكز التجارية عند الساعة الثامنة من مساء كل يوم، بدعوى الحد من انتشار فيروس “كورونا”.
وكانت الجمعية المغربية للمقاهي والمطاعم بالمغرب، قد طالبت بـ”السماح بنقل مباريات كرة القدم وتمديد ساعات الإغلاق خلال شهر رمضان المبارك وبعده، خاصة مع بروز بوادر انفراج في عدد الحالات المسجلة بسبب الجائحة في الفترة الأخيرة”.
وتتخوف شرائح مهنية عريضة، من استمرار تشديد هذه الإجراءات خلال شهر رمضان الذي لا يفصل عن موعده سوى ثلاثة أسابيع، وهو ما يعني حينها أن المهنيون سيكونون على موعد مع حالة عطالة إجبارية، نظرا لكون العديد من الأنشطة تنتعش خلال الفترة المسائية.
و شرعت السلطات المحلية ببعض جهات المملكة، خلال الأيام الأخيرة، في تخفيف الإجراءات الاحترازية الموجهة إلى محاربة فيروس “كوفيد-19″، اعتبارا لتحسن الوضعية الوبائية الراهنة، حيث تم السماح بفتح الحمامات التقليدية والقاعات الرياضية، مع الاحترام التام للتباعد الجسدي وارتداء الكمامات الواقية.
و يترقب مهنيو المقاهي والمطاعم قرار الحكومة المغربية تخفيف الإجراءات والتدابير المتعلقة بالطوارئ الصحية المرتبطة بجائحة فيروس “كورونا”، خاصة خلال الفترة المسائية التي تشهد انتعاشا في حركية المواطنين بعد يوم طويل من الصيام، فيما تؤكد مصادر مهنية أن لجنة اليقظة الاقتصادية، المحدثة على مستوى وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة من أجل مواجهة الانعكاسات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة لوباء “كورونا” على الاقتصاد الوطني، “ستجتمع مع أرباب المقاهي والمطاعم لتحديد خطة عمل توافقية خلال شهر الصوم”.
وبعد أشهر من التخفيف الذي هم مختلف المرافق العمومية والترفيهية، يترقب مهنيو المقاهي والمطاعم الطريقة التي ستتعامل مع السلطات العمومية مع شهر رمضان، خاصة خلال الفترة المسائية، ففي ظل “غياب” الرؤية وعدم إفصاح الحكومة عن خطة عمل في شهر الصيام، يتطلع أصحاب المقاهي إلى تجاوز الحجر خاصة خلال المساء.