كشفت انتخابات المجالس الجماعية و مجالس الجهات، عن تغيير جذري للخريطة السياسية على مستوى الجماعات و الجهات و المدن، وإجتثات حزب العدالة و التنمية من جميع المدن وغياب تام لوجوه “البيجيدي” من رئاسات الجهات و الجماعات، بعد السقوط المدوي للحزب في انتخابات الثامن من شتنبر.
و انتخب عبد السلام البقالي عن حزب التجمع الوطني للأحرار رئيسا جديدا للمجلس الجماعي لمدينة فاس، بعد تفوقه على منافسه حميد شباط العمدة الأسبق، وعرفت جلسة انتخاب الرئيس امتناع شباط ومناصريه عن التصويت، بسبب ما اعتبره الأخير ذبحا للديمقراطية، وعدم تمكينه كمرشح من نقطة نظام، ومنعه من الكلام، وجاء فوز “الأحرار” بالرئاسة بعد تصويت الأغلبية لصالح البقالي “59 صوتا” ، تفعيلا لمخرجات الاتفاق والتحالف بين عدد من الأحزاب، على رأسها الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، لقطع الطريق على شباط.
وقال شباط في تصريح له عقب جلسة التصويت، إنه سيقدم طعونا في العملية الانتخابية، وكذا في التهديدات التي تعرض لها المنتخبون لعدم التصويت عليه، واعتبر أن هذه الضغوطات ترقى لمستوى جناية، وكان حزبا الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار قد وجها إشعارات لبعض منتخبيهم عبر مفوض قضائي، يهددان فيها هؤلاء بالطرد وغرامة تصل إلى 10 ملايين سنتيم في حال عدم التصويت على مرشح الأحرار.
وفاز عمر السنتيسي عن حزب الاستقلال، برئاسة جماعة مدينة سلا، بحصوله على 60 صوتا، مقابل 18 صوتا لمحمد العلو عن حزب التقدم والاشتراكية، وسبق أن شكلت أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال تحالفا محليا يهدف إلى تحمل مسؤولية التدبير المشترك للجماعة الترابية سلا؛ على أن يتم تحديد الخطوط العريضة لبرنامج العمل المشترك، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بسلا الكبرى.
انتخب أنس البوعناني، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، رئيسا جديدا لمجلس جماعة القنيطرة، حيث جرى انتخاب البوعناني بالأغلبية لقيادة جماعة القنيطرة بحصده 34 صوتا من أصل 61 صوتا، وكان حزب التجمع الوطني للأحرار حقق صدارة الانتخابات الجماعية على مستوى مدينة القنيطرة التي تضم 61 مقعدا، بحصوله على 14 مقعدا.
و انتخب أهرو أبرو، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، صباحالإثنين، رئيسا لمجلس جهة درعة تافيلالت، وكان الحبيب الشوباني، عن حزب العدالة والتنمية، يشغل منصب رئيس الجهة ذاتها في الفترة الانتخابية السابقة، كما انتخب نجيب الوزاني، عن حزب الحركة الشعبية، رئيسا جديدا لمجلس جماعة الحسيمة، وأوردت مصادر أن الوزاني حصل على الأغلبية بـ 21 صوتا، مقابل 7 أصوات لمنافسته فاطمة السعدي عن الأصالة والمعاصرة، وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات 8 شتنبر على مستوى إقليم الحسيمة 52.62 في المائة، حيث أفادت معطيات رسمية بأن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم برسم هذه الاستحقاقات الانتخابية على مستوى الإقليم بلغ 121 ألفا و206 ناخبين وناخبات، من أصل 230 ألفا و325 مسجلا في اللوائح الانتخابية، وتنافست 14 لائحة انتخابية على مستوى دائرة إقليم الحسيمة للظفر بـ 4 مقاعد بمجلس النواب.