أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، أنه لن يكون للأزمة الروسية – الأوكرانية أي تأثير على تموين السوق المغربية. وقال السيد مصطفى بايتاس في لقاء صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، “لن يكون هناك أي مشكل أو تأثير لهذا النزاع على تموين السوق المغربية وتوفير الاحتياجات الضرورية”، مشيرا في هذا السياق إلى أن الحكومة بادرت خلال شهري يناير وفبراير إلى استيراد كميات مهمة من القمح.
وأفاد المسؤول الحكومي بأنه تم تعزيز المخزون الوطني من القمح اللين والصلب، مضيفا أن الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة للحد من وقع الزيادات التي قد تعرفها أسعار بعض المواد الاستهلاكية، وبخصوص إمكانية سن قانون مالي تعديلي ارتباطا بالسياق الجيوسياسي الدولي، استبعد بايتاس هذه الفرضية، مؤكدا أنه “ليس هناك داع لتعديل القانون المالي، لأن الحكومة لديها هامش تحرك لمواجهة مجموعة من الإكراهات التي يفرضها السياق الدولي ومواكبة أسعار المواد الغذائية”.
و استبعد المحلل السياسي، عبد الفتاح نعوم، فرضية إقدام روسيا على الاجتياح الكامل لأوكرانيا أو الدخول في حرب شاملة معها. وأوضح نعوم ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من الصعب أن تقوم روسيا بالاجتياح الكامل لأوكرانيا أو الدخول في حرب شاملة معها دون حدوث خسائر فادحة، ناهيك عن الخيارات التي يملكها حلف شمال الأطلسي (الناتو) من قبيل إشعال جبهات أخرى، ما سيكلف روسيا خسائر باهضة.
وتابع أن الخسائر ستكون أكيدة في حال التحول إلى حرب مفتوحة أو الاجتياح الكامل لأوكرانيا، مؤكدا أن الجيش الأوكراني يرفع جاهزيته القصوى ،وهناك عمليات عسكرية واستعدادات من جانب كييف وكذا دعم (الناتو) والدول الغربية بالإضافة إلى العقوبات المسلطة على روسيا.
وأشار إلى أن روسيا تسير على نفس النهج الذي سبق أن جربته خلال 2008 عند اجتياح جورجيا والاعتراف ب”جمهورتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية”.
وأكد أن موسكو ، وقبل أن تقوم بحملتها العسكرية على أوكرانيا اعترفت ب”جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” ،وتتدخل بموجب طلب منهما، مضيفا أن هاتين “الجمهوريتين” تم الإعلان عنهما من جانب واحد . وبخصوص مواقف الدول الغربية، قال المحلل السياسي، إن العديد من الدول من بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف العمليات العسكرية في أوكرانيا، وأبرز نعوم أن المشهد يسير في اتجاه رسم معادلة يستعيض بها بوتين عن أوكرانيا، التي كان يعتبرها دولة عازلة بينه وبين (الناتو)، ويتجه إلى اعتبار “الجمهوريتين المستقلتين” في شرق أوكرانيا حدودا فاصلة بين روسيا وأوكرانيا، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن فجر اليوم بدء “عملية عسكرية خاصة” في (دونباس) جنوب شرق أوكرانيا .