تعيش حقول الزيتون في المغرب وضعاً صعباً مع تراجع ملحوظ في الإنتاج هذا الموسم، مما دفع العديد من الجهات إلى الدعوة لاعتماد تقنيات زراعية حديثة لضمان استدامة هذه الزراعة الحيوية وتعزيز مردودية الأشجار.
ويبدو أن بداية موسم الجني كشفت عن ضعف الإنتاج بشكل ملحوظ، مما أثار مخاوف من تفاقم هذه الأزمة إذا استمر الاعتماد على الطرق التقليدية دون التوجه نحو تقنيات تشخيص وضعية الأشجار وتوفير التغذية الملائمة.
أمام هذا الوضع، لجأت وزارة الفلاحة إلى خيار استيراد زيت الزيتون لتلبية الطلب المتزايد، وذلك في خطوة تهدف إلى سد الفجوة بين العرض والطلب.
ومع ذلك، يُثار الجدل حول مدى جودة الزيوت المستوردة مقارنة بالجودة العالية للزيوت المحلية، التي طالما اعتُبرت من بين الأفضل في الأسواق بفضل الخصائص الطبيعية التي تميز الزيتون المغربي.
هذا التراجع في الإنتاج ترافق أيضاً مع ارتفاع تكاليف إنتاج زيت الزيتون، الأمر الذي أدى إلى زيادة ملحوظة في الأسعار. فمن المتوقع أن تصل تكلفة اللتر الواحد من زيت الزيتون هذا العام إلى حوالي 100 درهم أو أكثر، ما يشكل تحدياً إضافياً أمام المستهلكين والمزارعين على حد سواء.
وبالنسبة لحفظ جودة زيت الزيتون، تظهر الحاجة الماسة إلى تخزينه في ظروف ملائمة، مع الاعتماد على أوعية زجاجية أو من الستانلس ستيل وتجنب أشعة الضوء، لضمان الحفاظ على جودته لأطول فترة ممكنة.
تتجه الأنظار الآن نحو تقنيات جديدة يمكن أن تساعد الفلاحين على تجاوز الأزمة، مثل استخدام التحاليل الدقيقة للتربة لتحديد احتياجات الأشجار من المواد الغذائية، الأمر الذي قد يسهم في تحسين عمليات التسميد وزيادة الإنتاجية مستقبلاً، وهو ما قد يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتخفيف حدة الارتفاع في أسعار زيت الزيتون.