تعد بداية شتنبر بمثابة دخول سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي ورياضي، ولا يؤرخ الناس للدخول السياسي بافتتاح البرلمان، باعتبار أن فاتح شتنبر يعقب العطلة الصيفية، وبعدها يأتي الدخول السياسي ويرافقه الدخول الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي، وباستثناء هذا الأخير، فإننا لا نلمس دخولا بل هو متوقف من حيث بدأ، فلا السياسة يبدو على أصحابها استعدادا للدخول ولا الاقتصاد ولا الثقافة ولا الاجتماع.
الحكومات الجادة تستعد بما فيه الكفاية لهذا الدخول، بينما الدخول الوحيد المرئي اليوم هو الدخول إلى جيوب المغاربة من باب الدخول المدرسي، الذي أثقل كاهل الأسر، ولكن في السياسة هناك حالة من الانتظار التام، التي لا مثيل لها، في انتظار افتتاح الدورة البرلمانية، بينما العمل السياسي هو ممتد في الزمن، بل حتى على مستوى المؤسسة التشريعية، المفروض أن تشتغل اللجان طوال الوقت وتمهد الطريق لدراسة النصوص المعروضة على هذه المؤسسة قصد مناقشتها وتجويدها نقضا ورفضا، لكن بين الدورتين هناك عطلة طويلة جدا للبرلمانيين، الذين يتمتعون بتعويضات سمينة من المال العام.
في كل بلدان الدنيا هناك دخول سياسي يشعر معه المواطن، أن الحكومة موجودة، بينما نحن في هذه البلاد لولا ما تتحفنا به وسائل الإعلام كل خميس من انعقاد مجلس للحكومة ما عرفنا أنه لدينا حكومة ولدينا أحزاب سياسية ولدينا معارضة تقوم بدورها الكامل في مواجهة المخططات التي لا تخدم المواطن.
اقتصاديا، يعيش العالم، أزمة كونية بسبب الحرب في أوكرانيا ناهيك عن مخلفات كورونا، وفي كل بلاد الدنيا هناك نقاش حول أزمة المحروقات، باعتبارها المدخل الأساسي لحل العديد من المشكلات، وهناك بحث حثيث عن مخارج بواسطتها يتمك خفض الأسعار ولو عن طريق خفض الضرائب وخفض أرباح الشركات الموزعة وأحيانا إلغاءها، لكن “هنا والآن” لا نقاش حول الموضوع.
لا أحد يتحدث إلى هذا الشعب الذي يعيش منذ بداية السنة الحالية على الأقل، أزمة خطيرة تتعلق بارتفاع الأسعار وموجة الغلاء الفاحش، لكن المواطن متروك لحال سبيله، ولا يعرف أين تسير الأمور ومتى سيتم حل كل هذه الإشكالات، وقبل العطلة السياسية، واجهته الحكومة بشعار “ما عندنا ما نديرو”، بل إن الناطق الرسمي باسم الحكومة قال “اللي عندو شي سيارة يتحمل مسؤوليتها، والأسعار مسؤولية دولية.
أما اجتماعيا فالنقابات مرتهنة للفعل السياسي وأكبر نقابة في المغرب وقعت اتفاقا مع رئيس الحزب الأغلبي قبل الانتخابات، وبقي هذا الاتفاق ساري المفعول بعد رئاسته للحكومة، ونقابة أخرى مرتهنة لحزب الاستقلال، ونقابة الإسلاميين ما زالت تعيش صدمة السقوط الحر للحزب الإسلامي والباقي نقابات مشردمة.
وفيما يتعلق بالدخول الثقافي فهو عندنا مجرد خرافة وطبعا ليس هناك تفكير في الثقافة بدليل وضع وزير لا علاقة له بها على رأسها، وبدليل أننا لا نتداول عناوين الدخول الثقافي كما هو شأن دول العالم.
إذن نحن أمام دخول متوقف بشكل مطلق.