أعلنت لجنة تحكيم الدورة السادسة لجائزة أورنج للكتاب بإفريقيا، أمس السبت بالرباط، عن فوز الكاتب الكونغولي وعالم الاجتماع ديباكانا مانكيسي بهذه الجائزة عن روايته “أخصائي نفسي ببرازافيل”، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
يتناول هذا المؤلف، الصادر سنة 2023، فترة الستينيات من القرن الماضي بعد حصول جمهورية الكونغو على الاستقلال. تدور أحداث الرواية، وهي الثالثة في مسيرة الكاتب الكونغولي، حول ثلاث شخصيات رئيسية: كايا، الأخصائي النفسي الذي يستقبل الشخصيات المهمة في المدينة؛ ماسولو، مساعدته؛ وإيبوغو، الطالب المثالي الذي يتحول إلى مجرم متعطش للدماء بعد انضمامه إلى الميليشيات.
أعرب ديباكانا مانكيسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته الكبيرة بالفوز بهذه الجائزة تقديراً لعمله الإبداعي، قائلاً: “أعتقد أن الكتابة تعني المشاركة، وأنا أرغب من خلال هذه الرواية في تقاسم، مع الآخر، نظرتي للأشياء وللعالم عموماً”.
أشاد ديباكانا مانكيسي، بهذه المناسبة، بالتنظيم الجيد للمغرب للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي يروج للكتاب والقراءة، كما شكر مؤسسة “أورنج” لتنظيمها هذه الجائزة التي تسلط الضوء على الأدب الإفريقي ضمن الساحة الأدبية الدولية.
أكدت لطيفة مفتقر، مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن مبادرات مثل جائزة أورنج للكتاب في إفريقيا وجهود المعرض، من شأنها إعادة إرساء سيادة ثقافية وإبداعية حقيقية في إفريقيا. وأشارت إلى أن “المغرب، بتوجهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجعل من الرأس المال البشري، وتقييم التراث والإبداع بجميع أصنافه أساس النموذج التنموي”.
أوضحت هند لفال، الكاتبة العامة لـ”أورنج المغرب”، أن جهود مؤسسة أورنج المغرب تتمحور حول ثلاثة نقاط رئيسية: التعليم، الثقافة، والبيئة. وأبرزت أن الكتاب أداة جيدة للتواصل، حيث يتيح الخيال لنا فرص تجاوز الحدود واللغات.
أكدت فرانسواز فرنانديز، مديرة الأدب والمتاحف في مؤسسة أورنج، أن المؤسسة تعمل يومياً من أجل تسهيل الولوج إلى التعليم والصحة والمعرفة. وأشارت إلى مبادرات مثل “تحدي ويكي”، التي تستهدف أطفال المدارس في إفريقيا لتمكينهم من إدراك متعة الكتابة والقراءة مبكراً.
أشادت فيرونيك تادجو، رئيسة لجنة تحكيم الدورة السادسة لجائزة أورنج للكتاب، بالشغف الكبير الذي أظهره ديباكانا مانكيسي في الكتابة الأدبية من خلال روايته الرائعة. وقالت: “الرواية تحكي لنا عن إفريقيا ما بعد الاستقلال في ستينيات القرن الماضي، وأيضاً عن إفريقيا في المستقبل”.
بهذا الفوز، يواصل ديباكانا مانكيسي إبداعاته الأدبية التي تعكس تجارب ووقائع القارة الإفريقية، ليضيف إلى رصيده جائزة مرموقة تؤكد مكانته البارزة في الأدب الإفريقي والعالمي.