بعد الأداء المميز للمنتخب المغربي لكرة القدم الخماسية للمكفوفين في الألعاب البارالمبية بطوكيو 2020، وتحقيقه للميدالية البرونزية، تتجدد الآمال في تحقيق إنجاز تاريخي في دورة باريس 2024.
طموح المنتخب في هذه الدورة لا يتوقف عند حدود الحفاظ على مستواه، بل يسعى لتحقيق الحلم الأكبر بالصعود إلى قمة منصة التتويج.
تجربة المنتخب في دورة ريو دي جانيرو 2016 كانت أولى خطواته على المسرح العالمي، ورغم البداية الصعبة والخروج من المنافسة مبكرًا، فإن المنتخب أظهر عزيمة لا تلين، فبعد أربع سنوات فقط، استطاع الفريق أن يعود بقوة إلى الساحة الدولية، ممثلًا وحيدًا للقارة الإفريقية في طوكيو 2020، بعد فوزه بلقب بطولة إفريقيا.
خلال دورة طوكيو، واجه المنتخب المغربي فرقًا قوية مثل إسبانيا وتايلاند، وأثبت أنه منافس لا يستهان به، حيث وصل إلى نصف النهائي وواجه البرازيل، حامل لقب بطولة العالم.
وعلى الرغم من الخسارة بصعوبة، لم يستسلم المنتخب، وتمكن من الفوز على الصين في مباراة تحديد المركز الثالث، ليصبح أول فريق إفريقي يفوز بميدالية في الألعاب البارالمبية.
الطريق إلى المجد لم يكن سهلاً، بل كان نتيجة لعمل جاد ومستمر منذ سنوات. حقق المنتخب المغربي سلسلة من النجاحات القارية، حيث فاز بكأس إفريقيا خمس مرات متتالية منذ 2013. هذه الانتصارات كانت بمثابة إعداد مثالي للمنتخب لدخول المنافسة العالمية بثقة.
لكن رحلة المنتخب نحو التتويج بالميدالية الذهبية في باريس 2024 ستكون مليئة بالتحديات. فقد أوقعته القرعة في مجموعة تضم منتخبات قوية مثل الأرجنتين، بطل العالم، واليابان، وكولومبيا. هذه الفرق تعد من بين الأفضل عالميًا، ما يجعل من مهمة المنتخب المغربي في هذه الدورة صعبة، لكنها ليست مستحيلة.
مدرب المنتخب، إدريس المتقي، أكد أن الفريق جاهز للتحديات المقبلة، وأن اللاعبين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. الاستعدادات جرت على مدار شهور، وتضمنت معسكرات تدريبية ومباريات ودية ضد فرق أوروبية وآسيوية.
رغم الصعوبات المحتملة، مثل توقيت المباريات والظروف المناخية، فإن العزيمة والإرادة القوية لدى اللاعبين قد تكون المفتاح لتحقيق النجاح.
المنتخب المغربي سيدشن مشاركته في باريس بمواجهة منتخب الأرجنتين، في مباراة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدراته. بعد ذلك سيواجه اليابان وكولومبيا، في مواجهات ستكون حاسمة لتحديد مصيره في البطولة.
المغرب يضع آمالًا كبيرة على هذا المنتخب لتحقيق إنجاز تاريخي في باريس 2024، ولمَ لا؟ فقد أثبت هؤلاء اللاعبون مرارًا وتكرارًا أن المستحيل ليس مغربيًا.