بعد مرور سبع سنوات على تحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، تعيش مدينة الموصل العراقية ليالي احتفالية وسهرات حيوية، لتعيد رسم مشهد الحياة الطبيعية التي غابت عن سكانها لسنوات. وسط أجواء من الموسيقى العراقية والعربية، تتجمع العائلات في المطاعم والمنتزهات، مستمتعين باستقرار أمني طال انتظاره.
في أحد المطاعم التي افتتحت حديثًا، كانت أميرة طه، 35 عامًا، تجلس مع صديقاتها وبناتهن، تحتسي العشاء وتستمتع بالأجواء الليلية التي أصبحت ميزة جديدة لحياة الموصل. وتقول أميرة: “تغير كل شيء في الموصل. أصبح لدينا حرية وأمان واستقلالية، والسهرات أصبحت شائعة”. وتضيف أن الاستقرار الأمني هو ما دفع الناس للانفتاح والاستمتاع بالحياة مجددًا.
منذ استعادة القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي المدينة في عام 2017، بدأت الموصل، التي كانت رمزًا للمعارك الشرسة ضد الجهاديين، تشهد تحولًا جذريًا. فقد تم إزالة الألغام وبناء ما تهدم من منازل وطرق وبنى تحتية، ما سمح بعودة النازحين إلى المدينة التي يبلغ عدد سكانها الآن 1.5 مليون نسمة.
وتشهد الموصل، إلى جانب مدن عراقية أخرى، استقرارًا نسبيًا بعد سنوات من الحروب والصراعات السياسية. في سهرة مفتوحة، يعج مطعم “الشيف أحمد السويدي”، الذي افتتح في يونيو الماضي، بمئات الزوار يوميًا. ويصف أحمد السويدي، صاحب المطعم الذي عاد من السويد إلى مدينته، الأجواء بأنها مفعمة بالحيوية، ويعبر عن سعادته بأن سكان الموصل باتوا يتطلعون لتجربة أشياء جديدة ومختلفة.
في منطقة الغابات الشهيرة، التي كانت متنفسًا للعائلات قبل الحرب، تعود الحياة إلى مجمعات الألعاب والمطاعم، حيث تلتقي العائلات مجددًا في أجواء ترفيهية بعدما دمرها التنظيم المتطرف في فترة حكمه.
تستعيد الموصل ببطء عافيتها، ويبدو أن سكانها بدأوا ينعمون بحياة مليئة بالأمل والحرية، تاركين وراءهم سنوات من الخوف والدمار.