تعرض اليمين المتطرف في بلدان شمال أوروبا لانتكاسة في الانتخابات الأوروبية، خلافاً للاتجاه العام في سائر أنحاء الاتحاد الأوروبي، حيث لم يتمكن من تغليب خطابه، وفقاً لخبراء.
في الاتحاد الأوروبي، أحرز اليمين القومي والمتطرف تقدماً كبيراً، مما أحدث زلزالاً سياسياً في فرنسا واحتل الصدارة في إيطاليا والنمسا، من دون الإخلال بالتوازنات الأوروبية الرئيسية. ولكن في السويد وفنلندا، منيت أحزاب اليمين المتطرف بانتكاسة غير متوقعة.
في السويد، خسر حزب “ديموقراطيو السويد” المناهض للهجرة، والذي يدعم حكومة رئيس الوزراء أولف كريسترسون، في الانتخابات للمرة الأولى منذ تأسيسه في أواخر ثمانينات القرن الماضي. قال هنريك إيكنغرين أوسكارسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة غوتنبرغ، لوكالة فرانس برس: “لقد انهارت جاذبيته بشكل مذهل”. كان الحزب يأمل في تكرار أدائه السابق، لكنه تراجع بمقدار 2.1 نقطة مقارنة بالانتخابات الأوروبية عام 2019، ليحل في المركز الرابع بنسبة 13.2% من الأصوات، بعد فرز أكثر من 90% منها.
أشار أوسكارسون إلى أن المواضيع الأساسية بالنسبة للحزب، مثل الهجرة، لم تكن في صلب الحملة بخلاف مواضيع المناخ أو الحرب في أوكرانيا. وأضاف أن “فرض الأجندة أساسي في الحملات السياسية الحديثة وديمقراطيو السويد فشلوا في ذلك”. اعترف زعيم الحزب جيمي أكيسون بأنه فشل في فرض مواضيعه.
بالمقابل، تقدم حزب الخضر واحتل المركز الثالث بنسبة 13.8% من الأصوات، بزيادة 2.3 نقاط مقارنة بعام 2019. كما تقدم حزب اليسار بنسبة 4.2 نقاط ليحصل على 11% من الأصوات.
في فنلندا، توقعت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن حزب الفنلنديين (أقصى اليمين) سيحل في المركز الثالث بنسبة 16.5%. وفي النهاية، حصل الحزب، وهو عضو في الائتلاف الحاكم، على 7.6% فقط من الأصوات. قال الباحث في جامعة “توركو” كيمو إيلو لوكالة فرانس برس: “أظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن حزب الفنلنديين الشعبوي مستقر تماماً ولم يكن هناك ما يشير إلى أنه سيتكبد خسارة كبيرة”. وأضاف أن الحزب “واجه صعوبة في تعبئة ناخبيه خلال الانتخابات الأوروبية”.
المفاجأة الكبرى الأخرى أتت من تحالف اليسار الذي تقدم بنسبة 10.4 نقاط ليحصل على 17.3% من الأصوات. وأشار الباحث إلى أن زعيمة الحزب لي أندرسون “بارزة جداً وذكية جداً وخطابها واضح”.
في الدنمارك، جاءت المفاجأة أيضاً من اليسار، حيث حل حزب الشعب الاشتراكي في المركز الأول وتقدم بنسبة 4.2 نقاط مقارنة بعام 2019، مسجلاً 17.4%. في صفوف أقصى اليمين، حصل كل من حزب الشعب الدنماركي وحزب الديمقراطيين الدنماركيين الجديد على مقعد من بين 15 مقعداً مخصصة للدنمارك، وحازا على نسبة 6.4% و7.4% على التوالي من الأصوات. في عام 2014، حصل حزب الشعب الدنماركي على أربعة مقاعد.
قالت كريستين نيسن، المحللة في مركز أوروبا للأبحاث، إن مسألة اتباع سياسة صارمة تجاه الهجرة متفق عليها على نطاق واسع في دول الشمال أكثر من أي مكان آخر في أوروبا، وهو ما يمكن أن يفسر هذه النتيجة.