جددت الحكومة البريطانية، أمس الأربعاء، التزامها بتعميق الشراكة مع المملكة المغربية، ووصفت الرباط بـ”الشريك الموثوق”، في سياق دينامية متنامية من التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين، ووسط تطلعات مشتركة إلى تعزيز الاستثمارات الثنائية واغتنام فرص النمو في الأسواق الإفريقية.
وأكد بن كولمان، المبعوث التجاري لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى المغرب وغرب إفريقيا، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لـ”أيام أسواق الرساميل المغربية”، أن الحكومة البريطانية “ملتزمة تماماً بتعزيز العلاقات الثنائية”، مشيداً بالتقارب الاقتصادي المتزايد بين المملكتين، والذي وصفه بأنه “عربون ثقة وطموح مشترك”.
وتنعقد النسخة الثامنة من هذه الفعالية الاقتصادية في الحي المالي بلندن، أكبر مركز مالي في العالم، بمشاركة أكثر من 160 مستثمراً دولياً و34 شركة مغربية مدرجة، ضمن برنامج يمتد من 28 أبريل إلى 9 ماي الجاري، في إطار فعاليات “موروكو بيزنيس ويكس”، التي تنظم بدعم من السفارة المغربية لدى المملكة المتحدة.
ولم يفت المسؤول البريطاني التذكير بالعمق التاريخي للعلاقات المغربية البريطانية، مشيراً إلى توقيع أول اتفاقية تجارية بين البلدين سنة 1721، قائلاً: “اليوم نحن بحاجة إلى البناء على هذا الإرث التاريخي والتقدم المحرز من أجل تعزيز علاقاتنا”، في إشارة إلى الرؤية الجديدة التي تسعى لندن من خلالها إلى ترسيخ حضورها الاقتصادي في إفريقيا عبر شراكات موثوقة ومستقرة.
وسلط كولمان الضوء على التقدم اللافت الذي أحرزه المغرب في مجال البنيات التحتية، مستحضراً على وجه الخصوص مشروع تمديد الخط السككي فائق السرعة، الذي قال إنه يعكس رؤية طموحة للمملكة واستعدادها لاستقبال كأس العالم 2030، التي ستنظمها بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
كما أبرز المبعوث التجاري البريطاني التكامل الاقتصادي بين المغرب والمملكة المتحدة، مشيراً إلى أهمية “أيام أسواق الرساميل” كمنصة لتعزيز الربط بين السوق المالية المغربية والأسواق الدولية الكبرى، واصفاً المغرب بأنه “بوابة رائعة لإفريقيا”، معبّراً عن استعداد بلاده للمساهمة في الدينامية التنموية التي تعرفها المملكة.
وشدد كولمان على الدور المحوري لمجتمع الأعمال في الدفع بالشراكة المغربية–البريطانية نحو مستويات أوسع، معتبراً أن “مستقبل البلدين اللذين تربطهما قرون من الثقة والتبادلات سيعرف مزيداً من التطور والازدهار”.
ويُنظر إلى هذه الندوة كفرصة استراتيجية لتعزيز جاذبية السوق المغربي لدى المستثمرين الأجانب، عبر تسليط الضوء على فرص التمويل، ومؤهلات قطاع الرساميل، والانفتاح على نماذج الشراكة المالية المتقدمة، في وقت يتطلع فيه المغرب إلى الارتقاء بمكانته كمركز إقليمي للاستثمار والتجارة.