طارق ضرار
غريب أمر هذه الحكومة، تقاوم في خلق خطابات تتسم بنوع من “التدليس اللغوي” و تتفنن في “التحايل اللفظي”، وتتصيد الفرص لتتواصل مع المغاربة عبر بيانات و مواقف و مبادرات تحاول إمتصاص بعضا من غضب الشارع على سياستها و صمتها أمام رفع الأسعار التي ألهبت جيوب المغاربة قبل أن تحرق جيوب فقرائها، وتراها تتفنن في الدفاع عن إنهائها للإغلاق الليلي بعد الساعة الحادية عشر ليلا، متناسية أن موجة البرد أدخلت المغاربة الى البيوت قبل قرار الحكومة الجديد…
فغريب أمر هذه الحكومة، التي تصمت أمام أسعار حارقة، وتنتظر الفرص للخروج لكسب التعاطف بعدما صعدت على صحوة جواد الانتقام من حكومة كانت تدعي كونها حزبا “إسلاميا” ومارس بدوره خطاب ديني لجر مغاربة يقفون إجلالا و احتراما أمام كل ما هو ديني وإسلامي، واستطاعت بذلك أن “تغمق” على المغاربة لمدة 10 سنوات، قبل أن يضطر المغربي لمعاقبة من رفعوا شعار “الحل هو الاسلام” … واستقبال حزب كان ضمن اللعبة القديمة ليبرز في اللعبة الجديدة كمتزعم للتغيير و انعاش الاقتصاد ومواجهة أزمة “كورونا”… لكن الغريب دوما و الذي يرافقنا في مقالنا هذا… هو في الأيام الأولى من عمر الحكومة، تخرج ضدها احتجاجات و يرتفع الغضب الشعبي على سياستها… وتتأزم وضعية السوق و ترتفع المحروقات…. وتصيب المواد الغذائية حمى الأسعار…
اعتقد أن هذا الشعب لا يستحق من سياسييه كل هذا “العنف السياسي” عبر فرض الأمر الواقع… وتفضيل خطاب “التحرميات” على خطاب المسؤولية و الجدية، وممارسة نوع من التعالي على فئات المجتمع… واستغلال جائحة وأزمة “كورونا” في تعليق الفشل و الضعف… والخروج بأرقام نمو هي الأضعف مما قدمته المؤسسات التي جاوزت نسبة نمو 6 بالمائة في حين توقع البنك الدولي 5 بالمائة… أما الحكومة الجميلة لسي أخنوش فتتوقع فقط نسبة نمو في 4 بالمائة، وهو المعدل الأقل بين باقي المعدلات… أما عن وعودها الانتخابية و التي نزلت بعضها بلطف في البرنامج الحكومي فصاغتها على شكل “طريطات” ووعدت بتنزيلها الى حين بلوغ الحكومة سن التقاعد بعد خمس سنوات من عمرها…. وهنا لا يمكن إلا أن نقول في هذا الإطار “موت يا حمار” على قولة إخواننا المصريين….