اختار المغاربة العائدون من ووهان الصينية توثيق لحظة تاريخية مفعمة بالمشاعر الإنسانية، رفقة أفراد أسرهم وهم يغادرون المستشفى، بعد انتهاء فترة المراقبة الطبية، برفع صور تذكارية خلف لافتات محملة بعبارات الشكر والامتنان لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والطاقم الطبي للمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط.
و خلقت مشاهد العناق والتحية، التي اكتست بعدا ذا رمزية كبيرة، الحدث، وسط زغاريد الأمهات التي كسرت هدوء المستشفى العسكري في لحظة إنسانية صرفة، وتصفيق باقي أفراد الأسر الذي كانوا متلهفين لملاقاة أبنائهم وبناتهم العائدين من ووهان، والذين خضعوا للمراقبة الطبية لمدة 20 يوما، وتمكنوا من مغادرة المستشفى العسكري وهم في صحة جيدة و”لا يشكلون أي خطر للعدوى داخل المجتمع”.
ويقول والد أحد الطلبة العائدين، في تصريح مماثل، إن الأسرة تلقت في البداية الخبر بأسف شديد “لكن عندما تدخل صاحب الجلالة ارتحنا كثيرا ونشكره جزيلا على الالتفاتة الطيبة”.
ووسط أجواء الفرح وعناق الأهل، تحدثت إحدى الطالبات، لحظات بعد مغادرتها بوابة مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، البنية الصحية التي استقبلت عددا من العائدين من ووهان من أجل المراقبة الطبية، بعبارات الامتنان الكبير لجلالة الملك، مؤكدة “لقد تم إخراجنا في الوقت المناسب. كنا من المواطنين الأجانب الأوائل الذين تم إجلاؤهم، وهذا استثنائي”.
واعتبرت أن التجربة التي عاشها العائدون بأكلمها تعد استثنائية بل “تاريخية”، وتضيف “كان الأمر جيدا في المستشفى منذ البداية. أستطيع القول إن المغرب كان من أفضل البلدان التي تعاملت بشكل جيد مع الوضع، لم ينقصنا شيء ونحن ممتنون للطاقم الطبي المشرف”.
غادر المغاربة العائدون من ووهان الصينية، بؤرة وباء فيروس “كورونا”، أمس السبت، المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، بعد انتهاء فترة وضعهم تحت المراقبة الطبية، وهم في صحة جيدة و”لا يشكلون أي خطر للعدوى داخل المجتمع”.
وانتهت فترة وضع المغاربة العائدين من ووهان تحت المراقبة الطبية، التي دامت 20 يوما، حيث أكدت وزارة الصحة، ” أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة أو أعراض مرتبطة بفيروس كورونا المستجد في صفوف هؤلاء المواطنين، ليتمكنوا بذلك من ملاقاة أهلهم وذويهم في أجواء طبعتها الفرحة المتبادلة والارتياح”.
و أبرز البروفيسور خالد النيبي رئيس مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية بالمستشفى العسكري محمد الخامس، البنية الصحية التي استقبلت العائدين من ووهان من أجل المراقبة الطبية، أن 77 مغربيا قادمين من ووهان الصينية غادروا المستشفى الدراسي العسكري محمد الخامس، بعد مضي 20 يوما من الحجر الصحي.
وشدد المسؤول على أن المواطنين الذين تم تتبع حالتهم الصحية “جاهزون ولا يشكلون أي خطر للعدوى داخل المجتمع “، وذلك بعد أن أكدت جميع الفحوصات الطبية والتحاليل المخبرية التي تم القيام بها عدم إصابتهم بفيروس كورونا.
و أعرب عدد من أفراد أسر المغاربة العائدين عن فرحتهم الكبيرة بمغادرة أبنائهم وبناتهم للمستشفى العسكري دون تسجيل أي حالة إصابة أو أعراض مرتبطة بالفيروس، معبرين عن الشكر الجزيل للطاقم الطبي الذي سهر على توفير كافة ظروف الراحة خلال فترة الإقامة.
و عبر عدد من المغاربة العائدين من ووهان، في تصريحات مماثلة عن سعادتهم بمغادرة المستشفى وملاقاة ذويهم وأصدقائهم، متقدمين بالشكر للطاقم الطبي الذي رافقهم خلال فترة المراقبة الطبية والذي سهر على توفير أفضل الظروف وحرص على راحتهم.
و أعرب المواطنون العائدون وأفراد أسرهم، في التصريحات ذاتها، عن الامتنان الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى تعليماته السامية لتتم إعادة المواطنين المغاربة الموجودين بووهان إلى أرض الوطن، واتخاذ التدابير اللازمة على مستوى وسائل النقل الجوي، والمطارات الملائمة والبنيات التحتية الصحية الخاصة للاستقبال.
يذكر أن عملية إعادة المواطنين المغاربة من مدينة ووهان الصينية تمت تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث استفاد المواطنون الـ167 من مراقبة طبية منتظمة شملت فحوصات لمرتين في اليوم طيلة مدة الإقامة، فضلا عن التحليلات المخبرية الخاصة بفيروس كورونا المستجد والتي كانت نتائجها سلبية.
وكانت طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية قد حطت في 2 فبراير الجاري بمطار بنسليمان قادمة، في رحلة خاصة، من الصين، وعلى متنها 167 راكبا، جرى إجلاؤهم من إقليم خوبي، الذي وضعته السلطات الصينية تحت الحجر الصحي، بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث تم تخصيص فريق مكون من أطباء وممرضين، مدنيين وعسكريين، لمرافقة العائدين حتى مواقع استقبالهم بكل من مستشفى سيدي سعيد بمكناس والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، حيث تم وضعهم تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة 20 يوما من طرف فرق طبية وتمريضية مكونة ومدربة لهذا الغرض، كما تم، ومن أجل الحفاظ على أمنهم الصحي وأمن عائلاتهم، وتوفير ظروف راحة مثلى لهم خلال فترة المراقبة الطبية، إعداد هذه المواقع بعناية بالغة وتجهيزها بكل الوسائل الطبية اللازمة.