جرى الأربعاء خلال أشغال المؤتمر السادس لجمعية المصالح والمراكز الإصلاحية بإفريقيا المنعقد بدكار بمشاركة العديد من البلدان الإفريقية ضمنها المغرب ، إبراز تجربة إدارة السجون وإعادة الإدماج المغربية في مجال تدبير أزمة كوفيد 19 داخل المؤسسات السجنية بالمملكة .
ويمثل المغرب في هذا المؤتمر المنظم من 15 إلى 19 ماي الجاري تحت شعار “بناء منظومات سجنية مرنة : دروس من جائحة كوفيد 19 “، الكاتب العام للمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج ، يونس جبران.
وخلال هذه التظاهرة الدولية ، استعرض الكاتب العام للمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج ، تجربة إدارة السجون وإعادة الادماج المغربية في مجال تدبير أزمة كوفيد 19 داخل المؤسسات السجنية المغربية .
وشكل هذا العرض مناسبة لتسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلتها المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج طيلة فترة الأزمة الصحية لحماية النزلاء ضد وباء كوفيد 19 مع صون حقوقهم الأساسية .
واستعرض ممثل المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج خلال مداخلته ، السياق الذي طبع فترة وباء كوفيد 19 والتحديات التي واجهتها المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج ، من قبيل عدم اليقين حول توفر وسائل الحماية ضد هذا الوباء ، وكذا عدم اتضاح الرؤية بشأن تطوره وانتشاره ، دون أن تتمكن من اللجوء إلى دعم جهات أخرى على اعتبار أن مخاطر العدوى لا يمكن السيطرة عليها .
كما شدد الكاتب العام للمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج على خصوصية المؤسسات السجنية باعتبارها فضاءات مغلقة تشهد توافدا مستمرا للسجناء وزوار ومستخدمين دون اغفال الطابع المعقد لتدبير موظفي السجون .
وأكد السيد يونس جبران ، أيضا ، التزام المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج بالتصدي للوباء وذلك باعتماد مقاربة استباقية ومرنة وعمل تشاركي مع جميع السلطات المعنية بتدبير هذه الأزمة الصحية .
وسجل السيد جبران أنه استنادا إلى التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، الرامية إلى صون كرامة السجناء عبر أنسنة ظروف الاعتقال ، فقد تمثلت هذه المقاربة في اتخاذ بشكل مبكر مجموعة من الإجراءات المندمجة والمتناغمة والدينامكية ومتعددة تطال جميع جوانب إدارة السجون .
وأوضح أمام المشاركين في هذا المؤتمر الذي ترأس حفل افتتاحه الوزير الأول السنغالي ، أمادو با ، أن الأمر يتعلق بالأساس بإجراءات تنظيمية وتشريعية ، والتعبئة الكبيرة للموظفين ، وتعزيز أنشطة وإجراءات إعادة تنظيم برامج تأهيل السجناء ، والإجراءات الصحية للوقاية من خطر الوباء والتي تعززت لاحقا من خلال حملة التلقيح ، وتحديد الأولويات وترشيد الموارد المالية والانفتاح على وسائل الاعلام بشأن الوضع الوبائي في المؤسسات السجنية .
وأبرز نجاعة المقاربة المعتمدة من قبل المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج والتي مكنت من احتواء الوباء في الوسط السجني وتطويق تفشي فيروس كوفيد 19 في صفوف النزلاء والموظفين على حد سواء ، مع ضمان الأمن والانضباط داخل كافة السجون المغربية .
وفي هذا الإطار ، شدد ممثل المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج على النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها ، والتي تدعمها الأرقام ، إلى جانب الدروس المستخلصة من هذه الأزمة الصحية ، والتي من بين أمور أخرى ، الحاجة لتأهيل البنية التحتية السجنية وإصلاح الإطار القانوني للتكفل بهذا النوع من الأزمات ، وأهمية الطابع الشبه العسكري لتشجيع التزام وانضباط موظفي السجون في مواجهة هذا الوباء ، وضرورة تطوير مرونة وقدرة التكيف في سياق الأزمة ، وإعادة تنظيم الخدمات المقدمة للسجناء مع إيلاء اهتمام خاص لتعزيز الاستفادة من الموارد وتسريع أوراش الرقمنة .
كما أكد السيد جبران أهمية تقاسم التجارب وتبادل الآراء حول هذا النوع من المواضيع في إطار حوار جنوب – جنوب على وجه الخصوص لتعزيز القدرات ومرونة الأنظمة السجنية والاستفادة من دروس ومكتسبات تدبير كوفيد 19 .
وجدد أيضا التأكيد على التزام المغرب بتوطيد أكثر لعلاقات الشراكة مع كافة البلدان الإفريقية ، مبرزا استعداد المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج لاستقبال وفود إفريقية من أجل دورات تكوينية وزيارات دراسية للمغرب تماشيا مع اعلان الرباط خلال المنتدى الأول للإدارات السجينة الإفريقية المنعقد بالرباط في يناير 2020 .
ويناقش خبراء في مجال السجون وأساتذة جامعيون ودبلوماسيون ، ومنظمات غير حكومية ، خلال هذا المؤتمر ، سبل تحسين الظروف السجنية بافريقيا، واقتراح حلول جديدة من اجل التوصل الى توافقات قوية.
وتعتبر جمعية المصالح الإصلاحية بافريقيا ، منظمة تضم مصالح السجون بالقارة الافريقية. وتطمح الى الانتقال من الأنظمة العقابية الى منظومات تقوم على حقوق الانسان ،وتوجهها قيم الديموقراطية ودولة القانون.