يبقى السؤال دائما مطروحا ما الذي يجمع بين مجموعة من الأشخاص يعيشون بالخارج، ويرفعون الصوت نفسه كأنهم جوقة موسيقى تافهة، ونقصد هنا زكريا المومني، البوكسور الفاشل الذي رسم مساره مع حلبات القمار، ودنيا الفيلالي وبعلها، المتخصصان في بيع الدمى الجنسية، والضابطة المطرودة والهاربة من سمعة الدعارة التي تطاردها، وعلي لمرابط وبوبكر الجامعي ورضى بنشمسي، وهم كالشريحة يجمعهم شريط واحد، وآخرين من المعارضين الافتراضيين، الذين ترفض جمعيات المهاجرين الجادة حضورهم في أنشطتها.
ما يقومون به شبيه بما تقوم به رائدات “روتيني اليومي”، الفرق الواحد هو أن صاحبات الروتيني واضحات في جريهم وراء المال لا غيره، بينما تجار الدمى الجنسية وباعة الأرض والعرض يزعمون أنهم ينتسبون للمعارضة وهم يبحثون عن دولارات أخرى لا يعرفها كثيرون، ألا وهي دولارات النفط الجزائري، التي تقتطع من جوع أبناء الشعب الجزائري الشقيق.
يبدو لغير المتتبع أن هؤلاء الأشخاص لديهم مشاكل مع بلدهم أو أنهم فعلا معارضون مبدئيون، لكن لا يجمع بينهم رابط، غير أن الطريقة التي يشتغلون بها لا تختلف عن تحريك دمى العرائس في مسرح بئيس يديره المخرج الجزائري، الذي يجلس خلف الستار يعطي الأوامر، فينطق أحدهم، أو يصيح آخر منهم، حتى يتكلم الجميع بنفس النغمة، التي لا تختلف عن سابقاتها.
يمكن أن يكون الإنسان معارضا لنظام بلده، وهذا حق طبيعي ضمنته المواثيق الدولية والدساتير أيضا، ويمكن أن يعيش بالداخل أو بالخارج، لكن أن تكون معارضا للحكم أو الحكومة لا يمكن أن يكون بتاتا داعيا لمعارضة الشعب وأبناء الشعب. فلو كان هؤلاء صادقين في معارضتهم لخرجوا مثل أبناء الشعب هنا في المغرب، ومنهم معارضون جدريون، يشجعون المنتخب الوطني الذي حقق نتائج مهمة في مونديال قطر.
المعارضون الافتراضيون، الذين يعيشون بالخارج يتلقون الدعم ويقولون مثل الكلام الذي يقول الممول، لم يعترفوا بتاتا بأي نتيجة إيجابية معتبرين أن هؤلاء أبناء الجالية. وهذه حجة عليهم لا لهم. فأولا المنتخب هو خليط من اللاعبين المحترفين، وفيهم أبناء المهاجرين وفيهم محترفون تعاقدوا وهم يلعبون في فرقهم بالمغرب، كما يضم المنتخب لاعبين من البطولة الوطنية، وخريجين من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم. أما ثانيا فهؤلاء، الذين ولدوا في الخارج، اختاروا الانتساب لأرض آبائهم وحمل قميصها، بينما أنتم تعيشون على وضع اليد في يد أعداء الوطن.
المعارضون الافتراضيون وضعوا يدهم في يد النظام الجزائري، عفوا هم ليسوا في مستوى وضع اليد وإنما باعوه عرضهم، وهو لا يعادي النظام ولكن يعادي المغرب بأكمله، فمن يريد تقسيم المغرب عدو للشعب أولا، بينما اختار أبناء الجالية الانتماء لعلم الوطن ويدافعون عنه في المحافل الدولية، وكانت أمامهم فرص كثيرة للعب في منتخبات كبيرة جدا ورفضوا رغم الإغراءات المالية، لأن الوطن لا ثمن له بين المعارضون الافتراضيون مستعدون لبيع كل شيء بما فيه كرامتهم ولا كرامة لخائن أصلا.
وكشف مسؤولون جزائريون سابقون عن أموال طائلة تقدر بملايير الدولارات وليس ملايينها التي يصرفها النظام الجزائري من أجل تشويه صورة المغرب، وخصوصا بعد فوز المنتخب الوطني في المونديال جن جنونهم “وطاح المتعوس على خايب الرجا”، المال جزائري والشتائم ممن كانوا ينتمون إلى المغرب من خونة وهاربين من القضاء ومن الضرائب على المستوى الدولي.