أعلن العالم المغربي رشيد اليزمي، أحد أبرز الأسماء العالمية في مجال تكنولوجيا البطاريات، عن حصوله على براءة اختراع جديدة من مكتب براءات الاختراع الأمريكي (USPTO)، تتعلق بتقنية مبتكرة للكشف المبكر عن الدوائر القصيرة الداخلية التي تتسبب في حرائق وانفجارات البطاريات، خاصة في المركبات الكهربائية.
وأوضح اليزمي، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، أن هذا الاكتشاف “يستهدف أحد أخطر الأخطار التقنية المرتبطة بالبطاريات القابلة للشحن”، مضيفًا أن التقنية الجديدة “قد تُسهم في إنقاذ أرواح لا حصر لها، عبر تفادي الحوادث الناجمة عن الارتفاع الحراري المفاجئ أو ما يعرف بالتغليف الحراري (thermal runaway)”.
ويشكل هذا التقدم العلمي خطوة بالغة الأهمية في ظل التوسع العالمي السريع في استخدام البطاريات الليثيومية، خصوصًا في قطاع النقل الكهربائي، والطيران المدني، والأجهزة الإلكترونية المحمولة، وهي كلها مجالات شهدت في السنوات الأخيرة حوادث خطيرة نتجت عن انفجار البطاريات أو احتراقها بشكل مفاجئ.
ويُعرف اليزمي بلقب “أبُو البطارية”، بعدما بصم اسمه في تاريخ التكنولوجيا عبر اختراعه لأول أنود من الغرافيت يُستخدم في بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن، وهو الاختراع الذي غيّر بشكل جذري صناعة البطاريات، ومهّد للثورة الرقمية التي نعيشها اليوم.
وإلى جانب ما يفوق 180 براءة اختراع مسجلة باسمه، أنجز اليزمي أكثر من 250 بحثاً علمياً محكّماً، وصُنّف سنة 2015 ضمن قائمة أهم 10 شخصيات مسلمة تأثيراً في العالم، نظير إسهاماته العلمية الفريدة.
وتُعد براءة الاختراع الجديدة مؤشراً آخر على استمرار العقول المغربية في تقديم حلول تقنية رفيعة تعزز أمن وسلامة التقنيات الحديثة، وتؤكد في الوقت ذاته أن الابتكار العلمي ليس ترفاً أكاديمياً، بل هو ركيزة للحفاظ على الأرواح وتطوير أنماط الحياة المعاصرة.