شهدت الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، حالة من التوتر والجدل الحاد بعدما توجه رئيس الجلسة، محمد أوزين، بعبارة “شوف على نماذج” إلى أحد نواب الفريق الاستقلالي، ما دفع الفريق إلى الاعتراض القوي على افتتاح أشغال الجلسة دون سحب العبارة والاعتذار عنها.
وبداية التوتر انطلقت بعدما استعرض رئيس الفريق الاشتراكي، عبد الرحيم شهيد، قائمة الوزراء المتغيبين عن الجلسة، معتبراً أن ذلك يشكل “قلة احترام للمؤسسة التشريعية”، وهو ما دفع برئيس فريق حزب الاستقلال، علال العمراوي، إلى الدفاع عن وزير حزبه عمر احجيرة، مؤكداً أنه في مهمة رسمية خارج البلاد. لكن تدخله ووجه بإيقاف من رئيس الجلسة بدعوى الخروج عن إطار نقطة النظام.
وتعقدت الأجواء أكثر حين تدخل النائب الاستقلالي العياشي الفرفار دون أخذ الكلمة، ليرد عليه أوزين بالعبارة التي أشعلت الجلسة: “شوف على نماذج”. هذه العبارة اعتبرها نواب الفريق الاستقلالي، وعدد من أعضاء فرق الأغلبية، مستفزة وغير لائقة بمستوى النقاش داخل مؤسسة تشريعية يفترض فيها التحلي باللياقة واحترام تمثيلية النواب.
رئيس الفريق الاستقلالي، العمراوي، هاجم تدبير الجلسة، معتبراً أن “الرئاسة تثير الفتنة داخل هذه المؤسسة”، قبل أن يرد عليه أوزين بأن “الفتنة هي عدم احترام النظام الداخلي لمجلس النواب”، في سجال يظهر عمق التوترات الداخلية التي باتت تعصف بالعلاقة بين مكونات الأغلبية ورئاسة الجلسات البرلمانية.
وعلى الرغم من تمسك الفريق الاستقلالي بسحب العبارة وطلب اعتذار رسمي، فإن رئيس الجلسة رفض التراجع، متشبثاً بموقفه ومتهماً بعض مكونات الأغلبية بـ”استغلال التفوق العددي لخرق القانون الداخلي”، على حد تعبيره.
النائب العياشي الفرفار حاول تخفيف حدة الموقف بإعلانه سحب أي عبارة صدرت منه واعتُبرت إخلالاً بلباقة النقاش، وهو ما قابله أوزين بسحب عبارته بدوره “إن كانت فيها إساءة”، لتُنهي الجلسة هذا الفصل المتوتر من الخلافات.
ويعكس هذا الحادث، بحسب متابعين، تصاعد حدة التوترات داخل المؤسسة التشريعية، ليس فقط بين الأغلبية والمعارضة، ولكن حتى داخل مكونات الأغلبية نفسها، في ظل اتهامات متبادلة حول طريقة تدبير النقاشات داخل البرلمان.