أكد روبيرتو ليون راميريز، كاتب عمود في الموقع الاخباري الشيلي “إل بيروديستا” أن المغرب عزز حضوره الاقتصادي على الساحة الإفريقية في السنوات الأخيرة ، بفضل رؤية جديدة تقوم على شراكة “رابح – رابح” ، موجهة نحو توفير فرص العمل للشباب، وتنمية الزراعة الافريقية وتعزيز الطاقات المتجددة.
وبحسب هذا المحامي والنائب البرلماني الشيلي السابق، فإن المغرب يعمل تدريجيا على تعزيز استثماراته في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء منذ عدة سنوات ، في إطار “رؤية استراتيجية تقوم على خلق تحالفات قوية بين المغرب والدول الإفريقية “بفضل الجولات العديدة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذه المناطق.
وكان الهدف الرئيسي من هذه الجولات هو “تعزيز عملية التعاون الافريقي، في إطار معادلة اقتصادية “رابح – رابح”.
وأكد روبيرتو ليون أن الشركات المغربية الراغبة في تدويل أنشطتها انخرطت من هذا “التوجه الاستراتيجي” للمملكة التي تريد إنشاء كتلة اقتصادية في إفريقيا قادرة على التفاوض والدفاع عن المصالح الحيوية للقارة.
وتقوم هذه الاستراتيجية، المرتبطة بأسلوب حكم جلالة الملك محمد السادس، على أساس البحث عن شركاء جدد ، في إطار سياسة تنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية على المستويات الدولية والقارية والإقليمية.
وأشار السياسي الشيلي إلى أن هذه الاستراتيجية مكنت المملكة من “أن تصبح مستثمرا رئيسيا في إفريقيا جنوب الصحراء وخاصة في بلدان غرب إفريقيا” ، مشيرا في هذا السياق إلى التقرير الذي صدر مؤخرا عن وزارة الاقتصاد والمالية يوضح أن الاستثمارات المغربية في القارة الافريقية انتقلت من 907 مليون درهم عام 2007 إلى 5.4 مليار درهم عام 2019.
هذه الاستثمارات، التي تمثل 47 بالمائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر المغربي ، تتم في أكثر من 14 دولة إفريقية، لا سيما في كوت ديفوار وتشاد والسنغال ومدغشقر والكاميرون وجزيرة موريشيوس.
وفي إشارة إلى الطبيعة “الاستراتيجية” للاستثمارات المغربية في إفريقيا، أشار كاتب العمود إلى أن هذه الاستثمارات تتم في مجالات حيوية ومن منظور بعيد المدى.
و عدد روبرتو ليون المجالات التي يستهدفها المستثمرون المغاربة،لا سيما القطاع البنكي من أجل تسهيل الوصول إلى التمويل للمقاولات الصغرى والمتوسطة في إفريقيا.
كما تحتاج القارة إلى تطوير صناعتها الصيدلانية وتقوية بنيتها التحتية وتعزيز قطاعاتها الزراعية والكهرباء والإسكان، ومن هنا جاءت أهمية الاستثمارات المغربية التي تستجيب لهذه النواقص وتسهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين الأفارقة.
ويؤكد كاتب العمود الشيلي أن “مهمة المغرب في إفريقيا ليست سهلة، لأنها تواجه منافسة شرسة من الدول الكبرى التي تستثمر في ثروات القارة”.