عقد أمس الثلاثاء بالعاصمة التوغولية مالي الاجتماع الثالث لمجموعة العمل الخاصة بمتابعة ودعم المرحلة الانتقالية في مالي (GST-Mali) بمشاركة المغرب.
ومثل المملكة المغربية في هذا الاجتماع وفد مكون من السفير المدير العام للمديرية العامة للعلاقات الثنائية والشؤون الجهوية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد فؤاد يزوغ، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي السيد محمد مثقال، ومدير المغرب الكبير وشؤون اتحاد المغرب العربي السيد الحسن بوكيلي، والقائم بالأعمال في السفارة المغربية الجديدة في التوغو السيد حميد مشينو.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أشار السيد يزوغ إلى أن هذه التعبئة الجديدة للدول والشركاء للمشاركة في الاجتماع الثالث لمجموعة العمل الخاصة بمتابعة ودعم المرحلة الانتقالية في مالي يتماشى مع روح التضامن الإفريقي، مضيفا أنها تعكس أيضا رغبة مشتركة لتعزيز التقدم الذي أحرزته مالي مؤخرا.
وأضاف أن هذه الإنجازات جاءت نتيجة تضافر الجهود بين مختلف الجهات الفاعلة في مالي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) والاتحاد الأفريقي، وعلى نطاق أوسع داخل المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الزخم الإيجابي المسجل في الأشهر الأخيرة هو مصدر تفاؤل للمغرب، بالنظر إلى التطورات الهامة التي حققتها مالي، ولا سيما اعتماد قانون انتخابي جديد، وإنشاء لجنة لصياغة دستور جديد، وتحديد جدول زمني انتخابي على مدى 24 شهرا، وبرمجة تنظيم الانتخابات الرئاسية في فبراير 2024 .
وأكد أنه من خلال فتح آفاق تحقيق الاستقرار في مالي وفي جميع أنحاء المنطقة، فإن هذه التطورات الحقيقية لا يمكن أن تكون مستدامة بدون تعبئة إقليمية ودولية.
وأبرز السيد يزوغ في هذا السياق، أن المملكة المغربية وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تظل وفية للروابط العريقة والتاريخية التي تجمعها بمالي وشعبها الشقيق.
وأضاف أنه وفق هذه الروح، ساهم المغرب منذ عام 2019 في تهدئة الوضع في مالي، مذكرا بأن المملكة اتخذت بالتشاور مع السلطات الانتقالية المالية، خطوات ملموسة تهدف إلى توحيد مواقف مختلف الفاعلين الماليين، ولا سيما الطوائف الصوفية حول الأمور الجوهرية.
كما أكد أنه تحت قيادة جلالة الملك يعمل المغرب من أجل غد أفضل في مالي، مشيرا إلى أن مالي هي رابع مستقبل للاستثمارات المغربية الأجنبية المباشرة على النطاق القاري، والمستفيد الثاني من المنح الدراسية المغربية بحصة 200 منحة دراسية بالنسبة للعام 2020-2021.
وأكد السيد يزوغ أن المغرب أشرف على تكوين أكثر من 500 إمام مالي في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، مشيرا إلى أن جلالة الملك محمد السادس عين 8 أئمة ماليين في المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وأضاف أن المراحل الجديدة المفتوحة في مسار المرحلة الانتقالية في مالي هي أيضا فرصة لمساءلة كل مبادرة أو مسار يسعى لإثبات مساهمته في جهود تحقيق الاستقرار في مالي.
وقال إن الاجتماع الثالث لمجموعة العمل الخاصة بمتابعة ودعم المرحلة الانتقالية في مالي يمثل فرصة للتذكير بأن النهج القائم على العقوبات والعقاب ليس نموذجا للنجاح.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن رفع العقوبات عن مالي يشكل، من وجهة نظر المغرب، دليل إرادة لتجاوز إدارة