لم تكن ليلة الأحد عادية في منطقة الديزة القريبة من مارتيل. فبين ظلال الأشجار وهدوء المساء، اندلعت ألسنة اللهب فجأة، لتشق سكون الطبيعة وتحوّل المشهد إلى رقعة ملتهبة، استدعت تدخلًا عاجلًا من مختلف فرق الإنقاذ والإطفاء.
في دقائق معدودة، تحوّلت المنطقة إلى ورشة طوارئ مفتوحة: صفارات الإنذار، أصوات المحركات، ورجال الوقاية المدنية ينسجون شبكة من التدخلات السريعة والمركزة، للحيلولة دون توسع الحريق إلى المساحات المجاورة، التي يُخشى أن تكون أكثر هشاشة وأقرب إلى التجمعات السكنية.
بحسب مصادر محلية، فإن فرق الإطفاء القادمة من تطوان كانت على قدر عالٍ من الجاهزية. معدّات حديثة، دعم بشري مدرّب، وتنسيق محكم سمح بإخماد النيران في زمن قياسي. لكن رغم النجاح العملياتي، يبقى السؤال معلقًا: من أشعل فتيل هذا الحريق؟
مصالح الأمن شرعت في فتح تحقيق ميداني، لا يستبعد وجود فعل متعمد خلف الكارثة، خاصة مع تصاعد الشبهات في السنوات الأخيرة حول الحرائق ذات الطابع الغامض التي تستهدف الغابات والمجالات البيئية الحساسة.
الساكنة، من جانبها، استيقظت على وقع القلق، متسائلة عن مصير غاباتها، وعن حجم الثمن الذي تدفعه الطبيعة حين تُترك فريسة للإهمال أو الطمع أو العبث.