أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أول امس الاثنين، تصنيف عثمان إلياسو جيبو من النيجر والعضو في “البوليساريو” المعروف باسم “بوتي شابوري” إرهابيا عالميا، حيث يحظر على الأميركيين التعامل معه بأي شكل من الأشكال، حيث قال بيان وقعه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه بموجب هذا القرار يتم حظر جميع ممتلكات ومصالح جيبو، الخاضعة تحت حكم الولايات القضائية الأميركية، وعثمان إلياسو جيبو، هو أحد العناصر البارزة فيما يعرف بتنظيم “داعش” في منطقة الصحراء الكبرى، وينشط بوجه خاص في ميناكا في مالي.
وكشف بيان الخارجية الأميركية، ” أن جيبو على علاقة وثيقة بزعيم التنظيم الإرهابي “داعش” في الصحراء الكبرى، المعروف باسم، عدنان أبو وليد الصحراوي، وجيبو، مسؤول عن استهداف المواطنين من الدول الغربية، حيث وجه العناصر التي تأتمر بأمره في التنظيم، لاختطاف ومهاجمة الغربيين في النيجر والمناطق المحيطة بها.
وشارك الإرهابي في العديد من الهجمات على القوات المحلية، وقاد مقاتلي التنظيم خلال هجوم الأول من يوليو 2019 على قاعدة القوات المسلحة النيجيرية في إيناتيس، في منطقة تيلابيري، كما أصدر أمرا للعناصر التابعة له باختطاف ستة جنود نيجيريين كرهائن في 14 مايو 2019 خلال كمين نصبه لهم بالقرب من منطقة تونغو.
ويواصل تنظيم “داعش” تهديد السلام والأمن والاستقرار في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وبدأ التنظيم “نشاطه” في المنطقة بعد أن انفصل، عدنان أبو وليد الصحراوي، وأتباعه عن تنظيم آخر يدعى “المرابطون”، وهي جماعة منشقة عن القاعدة، وأعلن ولاءه لتنظيم “داعش” في مايو 2015 .
وأكد بيان الخارجية الأميركية، أن الهدف من القرار هو “إعلام الجمهور الأميركي والمجتمع الدولي أن عثمان إلياسو جيبو هو زعيم منظمة إرهابية”، وتكشف التصنيفات الإرهابية عن الكيانات والأفراد وتعزلهم، وتحد من وصولهم إلى النظام المالي الأميركي، كما تساعد هذه التصنيفات في أنشطة إنفاذ القانون للوكالات الأميركية، والحكومات الأخرى
من جهته أكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المجموعات الإرهابية التي تنشط في القارة الإفريقية أظهرت استعدادها للتعاون مع شبكات الجريمة المنظمة والمجموعات الانفصالية، وقال بوريطة خلال افتتاح أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي المناهض لـ “داعش”، اليوم الاثنين بروما، إن “هذا التوجه ينبغي مراقبته بانتباه لأنه يتغلغل في عمق الساكنة المحلية، ويستغل الحدود المليئة بالفجوات، للتنقل بحرية وتجنيد المقاتلين”.
وأوضح أن في ظرف يقل عن ست سنوات، انتقلت الهجمات الإرهابية في إفريقيا من 381 (2015) إلى 7108 (2020)، مع تضاعف عدد الضحايا تسع مرات، مرورا من 1394 قتيل إلى 12 ألفا و519.
وأشار الوزير إلى أن “ربع معدل العنف الإرهابي في العالم يحدث في إفريقيا، حيث تنشط الجماعات الإرهابية في نصف الدول الإفريقية”، وبعد تأكيده على ضرورة ممارسة أقصى قدر من الضغط على الكيان الإرهابي، رحب السيد بوريطة بدعم التحالف لبلدان المنطقة في مجالين جوهريين، هما تجميع وحماية أدلة ميدان المعركة والأمن الشامل الضروري للحدود، وقال “لا زلنا على استعداد لدعم هذه الجهود ومشاطرة خبراتنا، لاسيما في مجال الأمن وتدبير الحدود”.
وشدد على أهمية تخصيص أكبر قدر من الجهود، لمواجهة خطاب داعش المتطرف، الذي يغذي التجنيد عبر جميع أنحاء العالم، معربا عن التزام المغرب “بالمساهمة في هذا الجهد من خلال تجربته الفريدة”، كما شدد بوريطة على أهمية إشراك الشركاء الأفارقة في مكافحة آفة الإرهاب، مشيرا إلى أن “الشركاء الأفارقة يوجدون في وضع أفضل لمعرفة التهديد في مناطقهم والقدرات التي ينبغي تعزيزها، من أجل ضمان هزيمة دائمة لداعش”.
وتنظم أشغال اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولي المناهض لـ” داعش”، من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويجي دي مايو، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ويناقش المشاركون سبل مواصلة الضغط على فلول “داعش” في العراق وسوريا، ومواجهة شبكات هذا التنظيم الإرهابي في مناطق أخرى، لاسيما في إفريقيا. كما سيقيمون جهود التحالف المرتبطة بتحقيق الاستقرار، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتمويل مكافحة داعش، وجهود الدعاية المضادة، وقد جرى إحداث التحالف الدولي المناهض لـ “داعش” في العام 2014 بهدف هزيمة هذه الجماعة الإرهابية. وهو يضم اليوم 83 دولة ومنظمة دولية.