يسابق عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الزمن قبيل انتخابات 2021،
وكأن الزمن المغربي سيتوقف في انتظار هذا المخلص العظيم، وسبق أن قال إنه يتوفر على حلول لجميع مشاكل المغاربة،
وكأنه اليوم في المعارضة، وليس يقود وزارة متضخمة تضم الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري ووزارات أخرى مهمة جدا،
ولا أحد أمسك يديه كي لا ينفذ برنامجه.
جمع أخنوش المهندسين وخطب فيهم، ظنا منه أن تاجر المحروقات يستطيع إقناع أدمغة تربت على المنطق،
ولا يمكن إقناعها بالإنشاء والمغالطات السياسية، ولم يتحدث أخنوش عن الطريقة التي سيعالج بها ملفات عشرات المهندسين،
حيث كان إدريس جطو قال في قوت سابق إن الحكومة ستكون 10 آلاف مهندس سنويا نظرا للحاجة الملحة إليهم،
لكن كثير من المهندسين دون شغل اليوم، ينتظرون دورهم في الهجرة إلى بلدان العالم، حيث تفتح لهم أرض الله الواسعة أبوابها.
وظن أن مجاملات المهندسين هي وعود انتخابية، وبعدها التقى أصحاب الطاكسيات.
هذه الفئة العريضة لديها مشاكل كبيرة،
جزء منها يتسبب فيه الوزير أخنوش وتاجر المحروقات، باعتباره جزءا من المسؤولية عن ارتفاع أسعار المحروقات،
التي وصلت أثمنة خيالية، وأكبر المتضررين هم أصحاب الطاكسيات.
بدون حياء جمعهم ليخاطبهم بلغة الخشب ويقول لهم إنه سيحل مشاكلهم.
كيف سيعمل؟ ومن أين سيبدأ؟ هل سيعمل على تخفيض أسعار الغازوال؟
وهل سيتعامل كرئيس حزب يريد أصواتا أم تاجرا معنيا بالربح والخسارة؟
يبدو أن أخنوش خصيم بنكيران تلبسه الجن الذي تلبس هذا الأخير.
فالطريقة التي يتعامل بها أخنوش مع المواطنين بالداخل والخارج،
هي نفسها الطريقة التي كان يتعامل بها عبد الإله بنكيران،
الأمين العام السابق للعدالة والتنمية، قبيل انتخابات 2011،
التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة، وكان بنكيران أطلق وعودا مثل الرعد أو ما يسمى في العربية المغربية الدارجة “طلق السلوقية”،
حيث جاء رفقة الوزير الحالي مصطفى الخلفي، وقدم ألف و500 إجراء سينفذها في حال فوزه في الانتخابات.
وفاز في الانتخابات وترأس الحكومة، ولم يطبق أي واحد من تلك الإجراءات الكبيرة،
ونسي الشعار الذي تقدم به إلى الانتخابات،
وتحول شعار محاربة الفساد إلى عفا الله عما سلف، وتحولت العوائق التي ينبغي التغلب عليها إلى عفاريت وتماسيح،
وانتهى به المقام معتكفا في منزله بحي الليمون يتمتع بتقاعد مريح قيمته سبعة ملايين شهريا.
أخنوش ليس لديه ما يقدمه ولو توفر عليه لأظهر لنا حنة يديه في الوزارات التي يترأسها قياديون من حزبه،
حيث حاز على قطاعات مهمة، لكن ليست هناك أية بصمة تذكر، في هذه المجالات الحيوية التي يديرها.
والأدهى والأمر من ذلك هو أن اخنوش يستغل العنوان الملكي في خطاباته.
في كل كلماته يتحدث عن خدمة المشروع الملكي.
المشاريع الكبرى لها من يسيرها وما على أخنوش سوى الابتعاد عنها ويشمر عن ساعد الجد السياسي.