مع اقتراب موعد كأس الأمم الإفريقية 2025، تتجه أنظار عشاق كرة القدم الإفريقية إلى العاصمة المغربية الرباط، التي ستحتضن غدًا الإثنين مراسم قرعة النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة الأعرق في القارة السمراء، المقرر إقامتها بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026.
تأتي هذه النسخة في سياق تاريخي للمغرب، الذي يستعد لتنظيم بطولة مشتركة لكأس العالم مع إسبانيا والبرتغال في عام 2030، مما يجعل استضافة البطولة القارية بروفة مثالية لإظهار قدراته التنظيمية والبنية التحتية المتطورة.
بعد الأداء البطولي لأسود الأطلس في كأس العالم 2022، حيث أصبح أول منتخب إفريقي يصل إلى نصف النهائي، يتطلع المنتخب المغربي بقيادة المدرب وليد الركراكي إلى تحقيق لقب طال انتظاره منذ تتويجه الوحيد في عام 1976.
بوجود نجوم مثل أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جرمان، وإبراهيم دياز، نجم وسط ريال مدريد، تبدو حظوظ المغرب قوية، خاصة أنه يتصدر تصنيف المنتخبات الإفريقية حسب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (المرتبة 14 عالميًا).
لكن المهمة لن تكون سهلة؛ فالمنتخب المغربي سبق أن خذل جماهيره في النسخة الأخيرة بساحل العاج، حيث خرج من دور الـ16 أمام جنوب إفريقيا.
ستضم البطولة 24 منتخبًا، مع تصنيفات حددتها قرعة الاتحاد الإفريقي. ويتصدر المستوى الأول منتخبات قوية مثل الجزائر، بطل 2019، بقيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، والسنغال، المدافعة عن لقبها بقيادة مهاجم تشيلسي نيكولاس جاكسون، وساحل العاج بطلة النسخة الأخيرة.
إلى جانب هؤلاء، يظهر المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي بسبعة ألقاب، بقيادة نجمه محمد صلاح، الذي يسعى جاهدًا لإضافة اللقب القاري إلى مسيرته الاستثنائية.
بينما يحلم المغرب بتحقيق لقبه الثاني على أرضه، يواجه تحديات من منتخبات قوية في المستويات المختلفة، مثل الكاميرون، المتوجة بخمسة ألقاب، وتونس بطلة 2004. كما تحمل منتخبات مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا طموحات كبيرة في استعادة أمجادها.
ومع انطلاق القرعة في مسرح محمد الخامس بالرباط، ستتضح ملامح المنافسة في البطولة، حيث سيتم تقسيم المنتخبات إلى ست مجموعات تضم كل منها أربعة فرق، ما يعد بمواجهات مشوقة تمهد لطريق التتويج.
ستكون كأس الأمم الإفريقية 2025 أكثر من مجرد بطولة رياضية؛ فهي حدث يعكس شغف القارة السمراء بكرة القدم، وآمالها في تعزيز مكانتها على الساحة العالمية. بالنسبة للمغرب، سيكون الفوز باللقب الثاني بمثابة رسالة واضحة بأن أسود الأطلس جاهزون لتحديات أكبر، سواء على المستوى القاري أو الدولي.