شهدت العلاقات المغربية الأمريكية دفعة جديدة مع أول اتصال دبلوماسي رسمي بين ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، وزير الخارجية في الإدارة الأمريكية الجديدة.
وتناول الوزيران خلال المكالمة، وفقًا لإحاطة المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، عدة ملفات مهمة، أبرزها الشراكة القوية بين الرباط وواشنطن في تعزيز السلام والأمن على المستويين الإقليمي والعالمي تحت قيادة الملك محمد السادس.
كما ركزت المباحثات على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، بالإضافة إلى الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ما يؤكد مكانة المغرب كفاعل إقليمي ودولي في قضايا السلم والإنسانية.
والتزم الوزيران بتعميق التعاون في تعزيز المصالح المشتركة وإنهاء الصراعات القائمة في المنطقة. كما تم التطرق إلى تعزيز مسار اتفاقيات أبراهام، التي وقعها المغرب في دجنبر 2020 إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي شكلت نقطة تحول في العلاقات الإقليمية.
ويُذكر أن هذه الاتفاقيات تضمنت اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، واعتبار الحكم الذاتي الحل الأمثل لإنهاء هذا النزاع المستمر منذ عام 1975. هذا الاعتراف الأمريكي تبعته لاحقًا خطوة مماثلة من فرنسا، حيث أكد الرئيس إيمانويل ماكرون في رسالة إلى الملك محمد السادس دعم بلاده لهذا الموقف.
وبحث الجانبان سبل توسيع التجارة والاستثمار بين البلدين، بما يحقق فوائد ملموسة للمغاربة والأمريكيين. وأشار ماركو روبيو، الذي شغل سابقًا منصب سيناتور عن ولاية فلوريدا، إلى أهمية المغرب كفرصة اقتصادية حقيقية للولايات المتحدة في القارة الإفريقية.
وفي جلسة تأكيد تعيينه في 15 يناير 2025، أشاد روبيو بالتطورات الكبيرة التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل كان له أثر إيجابي في تعزيز مكانة المغرب اقتصاديًا وإقليميًا.