في حديث صادق يحمل الكثير من الحنين، فتح الفرنسي هيرفي رونار، مدرب المنتخب السعودي الحالي، صندوق ذكرياته واستحضر مرحلة إشرافه على المنتخب المغربي، واصفاً إياها بـ”الفترة الاستثنائية” في مسيرته التدريبية.
خلال ظهوره في بودكاست من إنتاج صحيفة ليكيب الفرنسية، لم يُخف رونار تأثره بتجربته مع “أسود الأطلس” بين عامي 2016 و2019، قائلاً: “أمضيت ثلاث سنوات ونصف في بلد مجنون بكرة القدم، مجنون في الاتجاهين: في الفرح كما في الغضب. المغرب يشبه أولمبيك مارسيليا… حيث الحماس لا يعرف الاعتدال”.
رونار، الذي أعاد المغرب إلى كأس العالم بعد غياب دام عقدين من الزمن، أشار إلى الدور البارز الذي لعبه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في مشروع إعادة بناء المنتخب، موضحاً: “كنت محظوظاً بالعمل إلى جانب لقجع، كان التأهل إلى مونديال روسيا 2018 هدفه الأساسي، واليوم تُجنى الثمار في قطر 2022 مع وليد الركراكي”.
ولمن نسي بصمة الرجل، يكفي التذكير بأن رونار قاد المغرب إلى ربع نهائي كأس إفريقيا 2017 وثمن نهائي نسخة 2019 بمصر، فضلاً عن عودته بكبرياء الأسود إلى الساحة العالمية في مونديال روسيا.
وليس من العبث أن يحمل رونار لقب “سيد القارة”، فقد سبق له التتويج بكأس أمم إفريقيا مع زامبيا في 2012 ومع كوت ديفوار في 2015، ليبقى واحداً من أكثر المدربين ارتباطاً بتاريخ الكرة الإفريقية الحديث.
هي شهادة أخرى، هذه المرة من الداخل، تؤكد أن المغرب لا يمنحك فقط فريقاً تدربه، بل تجربة تعيشها بكل تفاصيلها.