طارق ضرار
يطلون علينا بين الحين والحين…يتحدثون و يشرحون.. يقدمون أرقاما ومعطيات .. يفسرون و يطرحون الحجج و الحقائق.. يرفعون لغة العلم لمقاومة نوع من الجهل هكذا كان عملهم لتحدي صعاب تفشي فكر متحجر ترسخ لسنين في عقول وأذهان بعضا منا في هذا الوطن… إنهم خبراء اللجنة العلمية ضد “كوفيد 19″… الذين يعتبرهم البعض فرسانا في زمن الوباء يحملون سلاح العلم في مواجهة الفيروس، و يبذلون جهدا في شرح جديد الأبحاث و الدراسات المتعلقة باللقاحات و الدراسات المتعلقة بطبيعة الوباء، ومنذ بداية تفشي الوباء، انطلقت معاركهم و هجوماتهم ضد الجهل و البخيس و الظلامية عبر التوعية و التحسيس بتعاليم صحية تقاوم التفشي وتستجيب لتوصيات المنظمات العاليمة للصحة…
أشارت دراسة دولية ” أن الرافضين للقاح كانوا أقل احتمالًا للحصول على معلومات حول الوباء من المصادر التقليدية والموثوقة، ولديهم مستويات مماثلة من عدم الثقة بهذه المصادر، مقارنةً بالمستجيبين لدعوات تلقِّي اللقاح، كما أفاد تقرير حديث -نشره معهد إمبريال كوليدج لندن للابتكار الصحي العالمي- أن المخاوف بشأن الآثار الجانبية وما إذا كانت اللقاحات قد خضعت لاختبارات كافية وراء مقاومة اللقاح، نتج التقرير عن دراسة استقصائية دولية شملت 15 دولة وأُجريت بين مارس ومايو من هذا العام، أفاد التقرير أن أكثر أسباب مقاومة اللقاح شيوعًا تتضمن مخاوف بشأن عدم الحصول على اللقاح الذي يفضلونه، وكون اللقاحات فعالةً بدرجة كافية….
لاشك أنها حرب المعلومات، دخلها الخبراء اللجنة العلمية ضد “كوفيد 19” بكل حزم عبر استحضار دراسات جديدة، والتدقيق في الأبحاث الصادرة عن المختبرات العالمية، ودحض الشائعات و أفكار المؤامرة والتصدي لترويج الترهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واختيار منابر اعلامية تتحمل مسؤولياتها القانونية، و العمل على تبني المعلومة الصحيحة، حتى أصبحت أسماء الخبراء تتناقل عبر شاشات القنوات المغربية، وتطل علينا من نشرات الأخبار، للتوعية والشرح وطرح جديد مواجهة الوباء..
بالرغم من قيمة الخبراء في المجال الطبي و الصحي، وأغلبهم يحمل صفة بروفيسور، ظل البعض منا في هذا الوطن، يبخسون ما يدعو اليه العلماء، وينظرون اليه على كونه “تعليمات من الفوق”، ويعتبرون ما يقول العلماء تطبيقا لما تدريه الدولة…بعدما منعهم تفكيرهم المعارض لأي شيء قادم من مؤسسات الدولة.. حتى وصل بهم الى تغييب العقل و الفكر الصحيح والسلامة الصحية في تلقي لقاح لمواجهة مخاطر فيروس قاتل، على التركيز على معاداة قرارات الدولة في نوع من السفه و الجنون…
لا يعقل أن يتلقى أكثر من 23 مليون مغربي للقاح، وتوزع أكثر من 45 جرعة لقاح، ويبقى 6 ملايين رافضين للقاح الذي يرتبط بتحقيق المناعة الجماعية ضد فيروس خطير يتفشى في المجتمعات.. ويقاوم البعض في الرفض معلنا عدم قبوله للقاح بدعوى الحرية متناسيا أن الحرية تقف عند حدود المشترك ألا و هو الصحة العامة… ولنطرح سؤالا بسيطا على هؤلاء المتعصبين…لنفترض أن 6 ملايين أصيبوا بنوع جديد من سلالات كورونا… وهم غير ملقحين… ونحن نعرف تمام المعرفة أن المصاب ينقل العدوى… فكم سيكون عدد عدوى 6 ملايين مصاب بنوع جديد من سلالات الوباء… ربما يريد هؤلاء أن يحكموا على شعب بالإعدام موتا بالفيروس…. لكن هنا نستحضر مقوله الله عز وجل ” يمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين”…